من ألطف وأوقع ما أقرأ هذه الأيام كتاب «معنى الحياة في العالم الحديث»، وأقف طويلًا أمام هذه الفقرة فيه:[ويُهيمن على نمط عيش الفرداني -في نسخته الأحدث- طابع «الحدث»، وهو يحاول تعميم هذا الطابع على أنشطة الحياة اليومية، فهو يسعى إلى أن «تكون الحياة حفلة واحتفالا، ولتبدو ذاته كمديرٍ للحدث في حياته، ويصبح كل شيء حدثًا، وتجربةً مَعيشة، واحتفالاتٍ مستمرة بأدنى مناسبة، لا بدافع الجشع الاستهلاكي، وإنما الجشع لإنتاج الحدث؛ لأن جوعه للتجارب المَعيشة لا يشبع، فالأهم هو كثافة اللحظة»]. انتهى.وهو تحليل ذكي لظاهرة هوس إنسان مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة المنشورة، وكذلك لتطرفه في الإعلان عن أحداث حياته الخاصة ومبالغته في التعبير عنها، لا لأن ما ينشره هو ما يشعر به بالضرورة، بل حسب تعبير الكاتب بسبب «الجشع الذي لا يشبع لإنتاج الحدث».

أحبابنا في السودان في مأساة مُعتَّم عليها بالكامل، يضطرون لترك العجائز للرصاص خلفهم وتبحث النساء عن حبوب منع الحمل، ورغم هذه الأحداث الكابوسية لا نسمع عنهم شيئا!تكلموا عن أهل السودان الطيبين، المأساة هي المأساة أينما كانت، لا تكونوا عونا للتعتيم عليهم.لا للانتقاء، لا للاعتياد، لا للعودة إلى الحياة الطبيعية على مواقع التواصل إلى أن تعود الحياة لأهلنا في السودان وغزة. #تكلم_عن_السودان حتى يعرف الجميع عما يحدث، وحتى نقول للسودانيين أننا نألم لمُصابهم ونشعر بالحرقة عليهم، وأن مأساتهم لا تمر عادية أبدا. #تكلم_عن_السودان على فيسبوك وتويتر وانستجرام وباز وواتساب وسائر مواقع التواصل الممكنة، شارك أخبارهم وادعُ لهم، تداعَ بالسهر والحمى لهذا العضو العزيز الذي يشتكي. #تكلم_عن_السودان لتقول أنك لم تُدجّن بعد، وأن مرور الوقت لا يجعلك تُطبِّع مع المآسي، وأمنا ما زالت لدينا القدرة على الإحساس والتألم والخجل من أن نضحك بصوت عالٍ وناسٌ منا يُقتلون ويرون الويل.

مساء الخير. أعتذر عن إلغاء الغرفة المجدولة عن طريق الخطأ، جدولت غرفة أخرى لتبدأ بعد ثلث ساعة إن شاء الله، الرابط في التعليق.

أعتذر -لظرف طارئ- عن تأجيل غرفة الليلة للسبت إن شاء الله في الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة.دمتم في حفظ الله.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح