#التجرد_من_المشاعر : حاولت دوماً أنْ أُغْزِل لك تلك الكلمات وكأنها صُمِّمت خصيصاً لأجلك كما يغزل العنكبوت خيوطاً ليبني بها بيتاً يحميه من هجوم أي إعصار أو عاصفة قد تودي بحياته ، فليتك أدركت كم ذاك الحب الذي يكمن في تلك التصرفات الصادرة عني التي ينجم عنها ذلك الدفء الذي يُغلِّف علاقتنا ، ذلك الشغف الذي يغمر قلبينا ويتجدد داخلنا عند كل لقاء ، ذلك الحنين الذي يقتلني حتى تعود إلىّ ، ذلك الحنان الذي يزخر به قلبك ، كل تلك المشاعر الجياشة التي تملأ قلب كلينا بلا قدرة على تحجيمها أو حتى السيطرة عليها ، فإلى أين تريد أنْ ترحل ؟ ، كيف تريد الفِكاك بعد كل ذلك الحب الذي منحته إياك ؟ ، كيف أردت الهرب من تلك العلاقة العذبة التي ربطت بين قلبينا وأشعلت نيران الشوق فيهما ؟ ، كيف أجدت التضحية بمثل ذاك الحب المتوهج الذي لا يجده أي منا بسهولة ؟ ، كيف يمكن للمرء التفريط في مشاعره بتلك الوضاعة والبذاءة وكأنه لا يُقدِّر تلك النعمة التي حباه الله إياها وكأنما يرغب في الهروب من ذاته أو من التعبير عنها ؟ ، فالإنسان دون مشاعر يكون بلا روح بل بلا حياة لا يمكنه الشعور بأي أمر كان ولو كان خارج إطار العلاقات الإنسانية ، فهل يمكن لأي امرئ التفكير في الخلاص من مشاعره كي يحيا حياة هادئة خالية من البؤس واليأس والشجن ، كي يتحرر من قيود تلك المشاعر التي تُغلِّل عنقه وكأنها تنحره بسكين غليظ ببطء شديد فيموت في الحال ؟ ، كيف وكيف وكيف ولكن كل ما أعلمه أنه لا يمكن للمرء أنْ يقوم بمثل ذاك التصرف الأحمق الذي يُجرِّده من إنسانيته التي ميَّزه الله بها عمَّن سواه .... #خواطر #KH #باز_أدب
نسخ الرابط