close

أصرَّ سيدُنا موسى -عليه السلام- على اليقينِ بمعيةِ اللهِ رغمَ استحالةِ الأسباب، البحرُ أمامَه، العدوُّ من خلفِه، وأصحابُه بالعيونِ التي ترى بحقائقِ الواقع قالوا: "إنَّا لمُدرَكون"، فقالَ بإصرارٍ عجيب: "كلا"، هذه الـ "كلا" نفيٌّ قريبٌ إلى قلبي جدًّا، "إنَّ معيَ ربي سيهدين".وكانَ ما حصلَ أنَّ اللهَ أوحى إليه أن يضربَ بعصاه البحرَ ففلقَه له فكانَ كلُّ فِرقٍ كالجبلِ العظيم، مُعجزةٌ لا مثيلَ لها ولا سابقةَ بسببٍ غيرِ ممكنٍ بمقاييسِ الأرض: العصا!وهذا إدهاشُ القديرِ إذا أيقنَ العبدُ بقدرتِه ومعيتِه وآمنَ من قلبِه أنه لا يتركُه ولا يُسلمُه.أُحبُّ أن أُفكرَ في يقينِ سيِّدِنا موسى، كيف اكتسبَه ومن أيِّ شيءٍ كانَ يستمدُّ ثقتَه، فأذكرُ أن الله كان يكلِّمُه، وأذكرُه عندما "أوجسَ في نفسِه خيفة"، أوجسَ فقط، لم يبح ولم يصغ مخاوفَه في دعاء، فقال له ربُّنا: "لا تخف؛ إنكَ أنتَ الأعلى"!فأجدُ يقينَه فيه أمامَ أفظعِ أسباب الدنيا وأدعاها للهلكةِ ناتجًا نابعًا من تعويدِ اللهِ إياه على أنه معه، يسمعُه ويرى أخفى خفايا نفسِه، يعلمُ مخاوفَه قبلَ أن يُفكرَ في النطقِ بها، لقد كانَ اللهُ معَ سيِّدنا موسى في كلِّ موقفٍ قبلَها فكيف لا يقولُ الآن كلا؟ هذا ما أحسنَ صياغتَه الشاعرُ حيثُ قال: اللهُ عوَّدكَ الجميلَ فقِسْ على ما قد مضى.

close
شيماء هشام سعد
منذ سنة

....

منذ سنة

....

منذ سنة

هذا هو اليقين اللهم ارزقنا اليقين

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح