ما زلتُ كلما ذكرتُ موتَه أو مررتُ عليه في كتب السيرة غشيَني الدمع، وإن ميتة الحبيب له ميتة واحدة ولأحبابه والمحتاجين إليه ميتات كثيرة تتجدد في كل وقت يحتاجونه فيه ويذكرون أنه قد مات.«رفع يدَه أو إصبعَه، وشخصَ بصرُه إلى السقف، وتحركت شفتاه، وأصغتْ إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى.ومالت يدُه، ولحق بالرفيق الأعلى»هذه الـ «مالت يدُه» ما زالت تعصر قلبي!اللهم أجِرنا في مصيبتنا بموت سيدنا محمد، وأحيِنا على سنتِه حتى لو رآنا لأحبَّنا كما نحبُّه، ولا تُخلِّفنا عنه في موعد الحوض.