close

إلى أيّ مدى يُمكنك سماع نداء قلبك ؟وإذا أحسنت الإستماع ، إلى أيّ مدى يُمكنك أن تُلبّي النّداء ؟وإذا لبّيت ، إلى أيّ مدى يُمكنك أنْ تشعر بالرضا ؟ عالمٌ واسعٌ لا يبدو أنّ نهايته واضحة …كونٌ واسعٌ لا يقدر مخلوق أنْ يحدّه بفكره أو بخياله ...بشر ٌكثيرون جدّا ، كلٌّ له ملامح ، لون ، طول وعرض ومنصب.. ظاهريّا هكذا ، هُناك إختلافات عدّة وأمّا في الدّاخل ، فما يجمعنا بهم هي الرّوح الّتي لا تزال لُغزاً سماويّاً نقيّاً لا بُدّ من السّعي للرّجوع لها شيئاً فشيئا .. في هذا العالم الواسع وهذا الكون الشّاسع و كُلّ هؤلاء البشر ، هل شعرت يوماً بأنّك تبحث عن شيء أكثر قيمة ممّا تعيشه الآن ؟ هل أحسست وكأنّك تُريد الرّكض كثيراً وبسرعة ولا تعرف أين الوجهة ؟هل تأمّلت في وجوه من حولك وفي لحظة أغمضت عينيك وسافرت لمكان آخر في زمان آخر مع أشخاص آخرون وشعرت بالجنّة ؟إلى أيّ مدى يُمكنك أن تركض وراء تلك الصّورة كما لو أنّها حقيقتك الأشدّ وضوحاً في عالم ماديّ ملموس ولكنّه ضبابيّ إلى حدّ ما ؟إلى أيّ مدى يُمكنك تصديق صوت بدون طريق وشعور بدون رفيق ؟إلى أيّ مدى يُمكنك أن تستوعب أنّ العالم بداخلك والكون بداخلك ، كُلّ البشر بداخلك ، الطّريق بداخلك والرّفيق أيضاً بداخلك!وإلى أيّ مدى .......يُمكنك أن تتخلّى عن كلّ شي ؟إلى ايّ مدى يُمكنك أن تُحارب من أجل شيءٍ واحدٍ فقط ، وهو أنْت ؟إلى أيّ مدى يُمكنك عيش حياتك الّتي جئت من أجلها وليست الحياة الّتي أوهموك أنّها هي .... ال ح ي ا ة ؟إلى أيّ مدى يُمكنك أن تُدير ظهرك لكلّ شخص لا تنتمي له ؟وإلى أيّ مدى يُمكنك الإحتفاظ بمن يُحبّه قلبك من أعمق نقطة في قلبك !إلى أيّ مدى يُمكنك أن تموت لينبض قلبك بحريّة وتنعم روحك بالحريّة وسط جسد محدود ؟إلى أيّ مدى يُمكنك أن تختصر الطّريق وتبدأه من الآخر رجوعاً للأوّل صاحب الرّوح وخالق العالم والكون وكلّ البشر ؟وإلى أيّ مدى يُمكنك أن تستمرّ في رحلتك دون أن تتعب ، فقط لأنّك رأيت ما لم يروه بعد ؟ استمر يا عزيزي ويا روح الله على الأرض .. لا تبتئس لأنّك هُنا…لا تحزن لأنّك لا تنتمي لهم …لا تقتل حلماً أودعه الرّحمن بداخلك…لا تنبذ فكرة راودتك اوّل مرّة…لا تحقّر من شعورٍ تغلغل في كيانك لأوّل مرّة…لا تنسى أوّل دمعة في صلاة خاشعة، و أوّل شعورٍ راودك بالحُب…فاللّحظات الّتي نعيشها بصدق تُغيّر الأقدار وتُعدّل المسار ... تُنهي رحلة أشخاص في حياتك وتفتح المجال لآخرون.. وتذكّر :العالم بداخلك أنْت.. الكون بداخلك أنْت.. جسدك هو جسر.. البشر جسر.. كلّ ما يُرى بالعين المجرّدة هو جسر.. أنْت هو الحقيقة الكاملة.. وروحك هي ما تبحث عنه.. ولَنْ تلمس هذه الرّوح إلاّ بعدما تصدُق مع نفسك وتعرف إلى أيّ مدى يُمكنك الوثوق بقلبك وبصوت الله الّذي يناديك..

close
Abdelradi Mohamed

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح