شهرٌ هوَ أيامٌ قلبيةٌ في الزَّمنِ ؛ متّى أشرفَتْ على الدُّنيا قالَ الزَّمنُ لأهلهِ : هذهِ أيامٌ مِنْ أَنفسكم لَا مِنْ أيامي ، وَمن طبيعتِكم لا من طبيعتِي ؛ فيُقبِلُ العالمُ كلّهُ على حالةٍ نفسيّةٍ بالغة السُّمو ، يتعهدُ فيها النَّفس برياضتِها على معالي الأمورِ ومكارمِ الأخلاقِ ،هوَ فصلٌ نفساني كفُصولِ الطَّبيعة في دورانِها ؛ ولهوَ_واللهِ_أشبهُ بفصلِ الشِّتاءِ في حلولهِ على الدُّنيا بالجو الّذي مِنْ طبيعتهِ السّحب وَالغيث ، ومن عملهِ إمدادُ الحياةِ بوسائل لها مابعدها إلى آخر السَّنة ، و من رياضتهِ أن يكسبها الصَّلابة والانكماش والخِفة ، ومن غايتهِ إعداد الطّبيعة للتفتحِ عن جمالِ باطنِها في الرَّبيعِ الَّذي يتلوهُ.وحي القلم الرافعي
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور