خديجة بوعكاز

ياربّ أحينا حياة طيّبة، نتذوّق فيها سخاء نِعَمك، وجزيل كرمك، ولذّة رضاك، نسيرُ فيها في واسع أرضك، نتأمّل جمال خلقك، ونستشعر بها معنى استخلافك، نترك أثرًا طيّبًا، وذكرًا حسنًا، وعملاً باقيًا، وعلمًا نافعًا..💎

لا يقتل الإنسان شيئاً كالتعجُّل في أمور عيشه، والركض المستمر خلف الأشياء بعيدها وقريبها، ونومه كل ليلةٍ على وسادة القلق، اطمئن واستمتع بلقمتك الأولى، اهضمها جيدًا، كُل بيد واحدة، وكُل مما يليك، ليس فقط على سفرة الطعام، بل حتى على سفرة الأيَّام ..💎

"كلّ شيء يقتضي منك الصبر، في كلّ مرحلة من حياتك ثمّة شيء يشغلك تحتاج معه إلى صبر، الصبر على السعي لأجله، والأذى الذي قد تلقاه فيه، وعلى عدم اليقين بمآلاته، وعلى تجاوزه إذا اقتضت الضرورة منك ذلك..‏والصبر عطاءٌ لا شيءَ أوسع منه! ‏﴿وَاصْبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بِاللَّهِ﴾"..💎

«لكُلِّ أحدٍ مِنَّا معركتهُ الخاصَّة في الحياة التي لا يشهد حربها أحد سِواه، وتظلُّ جيوشها غائرة في صدره وحده، إن هَمَّ بإعلانها هزَمته، فمعاركنا اليوم هي أرباحنا غدًا -بإذن الله-، سيشكُر الله لك صمتك وصبرك الجميل، فتصبَّر أكثر..»..💎

(لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)، والذي يفيد أن الإنسان يملك بصراً حديداً، والحديد ها هنا من حدة وقوة الإبصار، والمراد بالبصر في الآية – كما عند بعض المفسرين – هو بصر العين، أي إن بصر عينك أيها الإنسان حال وفاتك، أو يوم وفاتك حديد، أي: قوي نافذ يرى ما كان محجوباً عنك.