منذ 19 يوم

بعد خمسة شهور من صمودها في حي الزيتون بمدينة غزة، وصلت خالتي يُسرى اليوم إلى رفح مشيا على الأقدام هي وابنتها التي رافقتها في الطريق تاركة خلفها زوجها وأبنائها وأحفادها.‏عرفت قبل شهر فقط بإصابتها بورم خبيث أدى لتدهور حالتها الصحية وفي ظل عدم وجود أي فرصة لعلاجها في مدينة غزة، اضطرت للخروج وهي تشعر بانكسار كبير في داخلها، كيف لا وهي التي أكلت من علف الحيوانات لتبقى صامدة ثم يخذلها المرض.‏رافقتها في طريق النزوح الخطيرة ابنتها بُشرى، وهي تلك الطفلة التي وثقت بصوتها الرثاء الشهير للطفلة الشهيدة إيمان حجو قبل أكثر من عشرين عاما وقالت: إيمان حجو.. شو حلوة البسمة بتمك، طفلة وفي عندك إحساس.. بسيطة يا نور العين، الجنة حلوة بتلبقلك.. إيمان عروسة فلسطين!

عن أهلي وجيراني وأقاربي في مواجهة الجوع‏في كل مرّة أفكر بأن أشخاصا أعرفهم مازالوا صامدين في مدينة غزة وشمال غزة في وجه كل هذا القصف والدمار والموت، وكيف أفشلوا حقيقة لا افتراضا خطة الاحتلال بتهجيرهم والسيطرة على نصف قطاع غزة تقريبا، أفقد صوابي عندما أفكر في أن هؤلاء الأعزاء الكرام جوعى وحدهم لا ينصرهم أحد ويموتون ألف مرة في اليوم ليبقوا أحياء في أعقد نقطة على الأرض الآن.‏لا يحتمل عقلي تخيل عمتي سناء وجارتنا أم الفهد وصديقي أحمد وغيرهم أكثر من نصف مليون شخص لا يمتلكون رغيف خبز واحد، وهم الذين كانوا جميعهم أهل عز وكرم ولم يذلوا من أحد.‏ستنتهي الحرب، لكن لن ينتهي أثرها، وسنشهد لاحقا تكيات خير وطعام وماء سبيل تفتح في غزة بلا مقابل صدقة جارية عن أرواح من أزهق الجوع أرواحهم!‏سلام لغزة بما صبرت سلام!

منذ شهران
منذ شهران

#رفح_تحت_القصف والاحتلال يهدد باقتحامها وارتكاب مجازر جديدة بحق النازحين فيها..

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح