يا بائِعَ الدينِ بِالدُنيا وَباطِلِها // تَرضى بِدينِكَ شَيئاً لَيسَ يَسواهُحَتّى مَتى أَنتَ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ // وَالمَوتُ نَحوَكَ يَهوي فاغِراً فاهُما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ // رُبَّ اِمرِئٍ حَتفُهُ فيما تَمَنّاهُإِنَّ المُنى لَغُرورٌ ضِلَّةً وَهَوىً // لَعَلَّ حَتفَ اِمرِئٍ في الشَيءِ يَهواهُتَغتَرُّ لِلجَهلِ بِالدُنيا وَزُخرُفِها // إِنَّ الشَقِيَّ لَمَن غَرَّتهُ دُنياهُكَأَنَّ حَيّاً وَقَد طالَت سَلامَتُهُ // قَد صارَ في سَكَراتِ المَوتِ تَغشاهُوَالناسُ في رَقدَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم // وَلِلحَوادِثِ تَحريكٌ وَإِنباهُأَنصِف هُديتَ إِذا ما كُنتَ مُنتَصِفاً // لا تَرضَ لِلناسِ شَيئاً لَستَ تَرضاهُيا رُبَّ يَومٍ أَتَت بُشراهُ مُقبِلَةً // ثُمَّ اِستَحالَت بِصَوتِ النَعيِ بُشراهُلا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ أَصغَرَهُ // أَحسِن فَعاقِبَةُ الإِحسانِ حُسناهُوَكُلُّ أَمرٍ لَهُ لا بُدَّ عاقِبَةٌ // وَخَيرُ أَمرِكَ ما أَحمَدتَ عُقباهُتَلهو وَلِلمَوتِ مُمسانا وَمُصبِحُنا // مَن لَم يُصَبِّحهُ وَجهُ المَوتِ مَسّاهُكَم مِن فَتىً قَد دَنَت لِلمَوتِ رِحلَتَهُ // وَخَيرُ زادِ الفَتى لِلمَوتِ تَقواهُما أَقرَبَ المَوتَ في الدُنيا وَأَفظَعَهُ // وَما أَمَرَّ جَنى الدُنيا وَأَحلاهُكَم نافَسَ المَرءُ في شَيءٍ وَكايَدَ في // هِ الناسَ ثُمَّ مَضى عَنهُ وَخَلّاهُبَينا الشَفيقُ عَلى إِلفٍ يُسَرُّ بِهِ // إِذ صارَ أَغمَضَهُ يَوماً وَسَجّاهُيَبكي عَلَيهِ قَليلاً ثُمَّ يُخرِجُهُ // فَيُمكِنُ الأَرضَ مِنهُ ثُمَّ يَنساهُوَكُلُّ ذي أَجَلٍ يَوماً سَيَبلُغُهُ // وَكُلُّ ذي عَمَلٍ يَوماً سَيَلقاهُأبو العتاهية
نسخ الرابط