- لأن نتنياهو قال: لن نحرر الأسرى بصفقة تبادل، وإنما سنحررهم بالقوة.⁃ لأن نتنياهو قاوم اتمام الصفقة ورفض الهدنة 46 يوماً حتى رضخ رغم أنفه.- لأن العملية البرية لجيش العدو لم تحقق شيئاً.- لأن الهدنة حدثت بدون أي تنازل من المقاومة (الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم هم ضيوف ومدنيون، وسيتم الإفراج عنهم حال توفر الظروف الميدانية)⁃ لأن قرار نتنياهو كُسر، ودخل الوقود غزة، وستدخل المساعدات إلى الشمال.⁃ لأن الهدنة ستكبح جماح جيش العدو، وستفتح الطريق أمام هدن وصفقات أخرى حتى وقف العدوان.⁃ لأن الهدنة ستمنح المجتمع الغزّي فرصة كبيرة لالتقاط أنفاسه، وشحن طاقته، واكتساب قسط من الراحة حتى استئناف القتال والصمود.⁃ لأن المقاومة ستعيد ترتيب صفوفها، وترتب مشهد القتال بشكل أفضل، وصولاً لدحر العدو باذن الله.لكل ذلك، فالهدنة القادمة مكتسب مهم، ونصر صغير على طريق النصر العظيم باذن الله
علَّمتْنا غزَّة!..............١. علمتنا غزَّة أن مجلس الأمن عصابة، وأن القانون الدولي مجرَّد حبر على ورق، وأن شِرعة حقوق الإنسان نكتة!٢. علمتنا غزَّة أن هذا العالم أعور، يديرُ عينه المبصرة حيث شاء، ويدير العوراء حيث شاء، فأطفال غزَّة ليسوا كأطفال أوكرانيا!أولئك رومٌ مثلهم، أما نحن عرب!٣. علمتنا غزَّة أنَّ الحقَّ يُنتزع انتزاعاً ولا يُستجدى، لن يأتي أحدٌ إليكَ ليقول أنتَ طيَّب وسأعطيكَ ما تريدُ! إذا كنتَ تريدُ شيئاً مُدَّ يدكَ وخذه رغماً عن العالم!٤. علمتنا غزّة أن تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها ممكن، وأنَّ ما حدت هذه المرَّة ما هو إلا "بروفة" مصغَّرة لما سيأتي!٥. علّمتنا غزّة أنّ من يريدُ يستطيع، وأن المسألة لم تتعلّق يوماً بالإمكانيات وإنما بالإرادة، من كان يتخيَّل، مجرَّد تخيلٍ أن غزَّة المحاصرة بإمكانها أن تصنع سلاحها وتُحارب به وتُدهش أحبابها قبل أعدائها!٦. علّمتنا غزَّة أنْ نحترم النِّعم، هناك حيث تغدو شربة الماء النَّظيف حُلُماً، والرَّغيف الطازج انجازاً، والاستحمام رفاهية تُشبه التمدد على شواطئ المالديف، والبيت الصّغير جداً أثمن من قصور الدُّنيا ما دام لم يسقط على رؤوس ساكنيه!٧. علّمتنا غزَّة أنَّ أشباه الصَّحابة يعيشون بيننا، أحفاد خالد بن الوليد يقتحمون صفوف الأعداء بشراسة، وأحفاد سعد بن أبي وقاص يرمون بدقّة، وأحفاد عكرمة ما زالوا يتبايعون على الموت، وأحفاد القعقاع صوتهم في الجيش يخلع القلب من مكانه، سمعناهم يقولون: باسم الله الغالب!٨. علّمتنا غزّة أن الخنساء لم تمُتْ، وأن عشرات آلاف النُّسخ منها ما زلنَ يعِشْنَ بيننا، يُقدِّمنَ أولادهُنَّ في سبيل الله صابراتٍ محتسباتٍ ولسان حالهنَّ: اللهُمَّ خذ من دماء أولادنا حتى ترضى!٩. علّمتنا غزّة أنَّ الأطفال إذا ربَّتهم المصاعب كبروا قبل أوانهم، وبلغُوا مبلغ الرَّجال قبل أقرانهم، وكأنهم صبيُّ الأخدود الذي أحيا دمه قوماً مؤمنين أُحرقوا جميعاً أحياء ولم يرتدُّوا، هذا الدَّين تُحييه الدَّماء وتُطفئه الدموع، فامسحوا دموعكم، وربُّوا شُهداء الغد!١٠. علّمتنا غزّة أنَّ العقيدة سلوكٌ لا سُطور، لم نرَ منهم ساخطاً على قضاء اللهِ، يجمعون أشلاء أحبائهم ويحمدون ربَّهم، يمسحون دموعهم بيد ويُتابعون الجَمع بيد أُخرى، عقيدتهم امتلأت بها قلوبهم ففاضتْ على جوارحهم!
نسخ الرابط