منذ 20 يوم

بيرثا بنز” زوجة كارل بنز كانت المغامرة التي أطلقت مواهب زوجها وخلدت اسمه في التاريخ “بيرتا بنز”.. عبقرية المرأة الحديدية في التسويقكان الطريق الذي قطعته “بيرتا” ترابيا ذا عقبات كثيرة، وكان احتمال الفشل عاليا، وكان التحدي الأكبر هو تأمين الوقود، إذ لم تكن هنالك محطات وقود على الطريق، فكانت تضطر للتوقف عند كل صيدلية لشراء مادة بترولية تصبها في خزان السيارة الصغير، وكانت تبرد المحرك كل فترة بمياه الينابيع المحيطة، ولأن السيارة كانت تحتوي على سرعتين فقط، فقد كانت “بيرتا” وابناها يضطرون لدفعها عند صعود التلال.أما عند نزول المنحدرات فكان الأمر أصعب بكثير، وكان استخدام الكوابح مرعبا للغاية، وخصوصا عند المنعطفات الحادة، وقد تغلبت “بيرتا” على مشكلة الكوابح بتغطيتها بالجلد عند إسكافي على الطريق، وكانت “بيرتا” تضطر لإصلاح بعض الأعطال التي تواجهها أثناء القيادة، ومع حلول الظلام وصلت “بيرتا” أخيرا إلى منزل والديها، وقطعت المسافة في 12 ساعة، وهو ما لم تكن عربات الخيول تستطيعه.كان الإنجاز الأكبر لهذه الرحلة هو متابعة الناس لها أثناء الطريق وانتشار هذا الحدث الهائل على وسائل الإعلام، وهو ما حقق دعاية وتسويقا فشل “بنز” في تحقيقه، وبذا كانت “بيرتا” هي أول سائقة أنثى، وأول مسوِّق لهذا الاختراع الجديد، وأول من آمن بقدرات اختراع زوجها، وأول من قطع هذه المسافة الكبيرة في يوم واحد، وبعربة آلية. غيّرت هذه الرحلة حياة آل “بنز”، وغيّرت مستقبلنا أيضا.

كارل بنز”.. اختراع المحرك البترولي ذاتيّ الاحتراقفي 1886 حصل المهندس الألماني “كارل بنز” على براءة اختراعٍ لأول سيارة في العالم، واستغل وجود محرك في الأسواق على مبدأ محرك “وات” ولكنه أصغر بكثير، وبدلا من حرق الفحم للحصول على بخار، كانت أسطوانة الاحتراق الذاتي تشعل وقودا بتروليا داخلها، وسميت السيارة “موتورفاغن” وسارت بشكل جيد، لكنها اصطدمت بمعضلة كبيرة، فمحطات البنزين وورش التصليح كانت غير موجودة آنذاك.من أجل هذا اعتبرت “موتورفاغن” سيارة للرفاهية فقط، بينما كانت الخيول تقطع ما معدله 86 كيلومترا في اليوم، ولهذا لم يستطع “بنز” أن يبيع سيارة واحدة طول سنتين، مما أصابه بالإحباط والكآبة، وأصبح مهددا بالإفلاس، لولا أن سيدة تنبهت لقدرات “موتورفاغن”، وأيقنت أن هذه السيارة سيكون لها شأن عظيم، إنها “بيرتا” زوجة “كارل بنز”.في صباح يوم من أيام أغسطس 1888 أيقظت “بيرتا” ابنيها، ودفعت السيارة بهدوء حتى لا توقظ زوجها، واصطحبت ابنيها في رحلة إلى بيت والديها على مسافة 105 كيلومترات، وهي مسافة لا تستطيع عربة الخيول قطعها في يوم واحد. قررت “بيرتا” القيام بهذه الرحلة المجنونة دون خارطة ولا حتى تجهيزات فنية للسيارة، وقامت بتفقد الوقود ثم أدارت المحرك بطريقة يدوية وانطلقت.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح