نسخ الرابط

افكار تعانق السماء
فلسفة
من اجل المحافظة على شعلة الامل ، من اجل ان يشتد نورها ويزيد مداه ، للسالكين الباحثين المتسائلين
كلما سقط في غزة شهيد جديد ، حَيِيَ وراء البحار انسان جديد ، لا رابطة له معه الا الانسانية لينتصر للشهيد ، ومات في الجوار العربي والمسلم شيء كان يَعتقد و يُعتقد انه انسان .كل مشاهد المساندة في الغرب تزيد عارنا و احتساب اهل غزة الله في حقنا .
أياك ان تعتقد بأنك معذور ، انا و انت ، والجميع ليس لنا عذر امام الله ، قد نكذب على انفسنا ، قد نكذب على بعضنا البعض ، وقد نعتبر ذلك ليس كذبا ، بل اعذارا حقيقية ومنطقية ، لكن هيهات هيهات ان يكون ذلك مع الله ، انه علام الغيوب وما بالانفس ، يعلم ما نستطيع وجبننا امامه ، و منه كان الخذلان الحقيقي .
#السذاجة_لاتنهي_إستعمارا يبدو ان اعادة الاخطاء لدى النخب السياسية الحاكمة ، او الناصحة من خلال الاستشارات ، مرض عضال لم ينجح هؤلاء في إيجاد الدواء النافع له ، وذلك بسبب ما بالأنفس ذلك الوهن و الضعف والانهزامية ، وتلك الاستفادات من الواقع القائم ، حتى وإن كانت على حساب مفهوم الأمة ، وكرامة الأمة بشعوبها وتطلعاتها .إنني اجد نفسي في كل مرة وانا اشاهد على قنوات التلفزيون اخبار المباحثات " الامريكية - العربية " او " الامريكية - الاسلامية " من اجل إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية ، اجد نفسي امام مسرحية هزلية من جهة و فيها من الدراما الحزينة الجزء الاكبر من التوصيف .يقول البروفيسور خالد الحروب -أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة نورثويسترن- "ارتكبت القيادات الفلسطينية أخطاء جسيمة أهمها -في تقديري- محاولة التفريق بين الوجود البريطاني والمشروع الصهيوني والاحتكام إلى البريطانيين وكأنهم طرف نزيه وليس متورطا في تدمير فلسطين من البداية".يذكر هذا واصفا الماضي ، وقد صدق .ولكن لماذا نهمل الحاضر ، إن امريكا نفسها بريطانيا ، بل اشد و اكثر تأييدا ودعما ، لم تكتفي بالسند العسكري الواضح المقدم إبَّان حرب 67 ، والذي تطور في كمه ونوعه اثناء حرب 73 . بل ذهبت الى اسقاط اي مشروع اممي يدين سلسلة الانتهاكات والجرائم التي قام بها الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل ، فكانت السند له ، والحامي المخلص و الحازم .حين اتجه الجميع اليها كوسيط في عملية السلام المزعومة ، هل كان هؤلاء يجهلون هذه العلاقة الوطيدة والإستراتيجية ؟ أكيد كانوا يعلمون !!!لكن لماذا الاصرار على الإعتقاد الكاذب بأن امريكا يمكن ان تكون وسيط نزيه !!؟العرب عبر تاريخهم مع هذا الكيان الغريب المغروس في وسط الجسد ، وقبل ذلك مع من عمل على غرسه وتمكينه إمتازوا بالسذاجة و الغباء والإفراط في الثقة والتصديق لكل ما يصدر منهم ، ورغم ان سلسلة انكشاف الكذب والمراوغة والخداع ، ونكث العهود من بريطانيا الى فرنسا الى روسيا وصولا الى امريكا لم تتوقف ، بل تتكرر واحيانا بشكل هستيري ، إلا ان العرب المنهزمين الذين يريدون حلولا سلمية تفاوضية ، واصلوا مخلصين لسذاجتهم و تصديقهم وايمانهم بكل الوعود ... لا يجب ان ننسى الشخصية المحورية في تاريخ المنطقة ، يجب ان لا ننسى لورنس العرب .وعود وعود وعود .. من الشريف حسين ، الى الملك عبد الله الاول الى عبد الناصر ، فعرفات ، فكل الجامعة العربية ، وصولا الى الجِنان الموعودة مع التطبيع ، و الحماية المتوهمة من المد الشيعي ..اننا في مرحلة يقايض فيها الحكام العرب فلسطين بالحماية من ايران خوفا على عروشهم .وإنه لمن دواعي الجنون ان يتم التعامل مع امريكا من نفس المنطلق القديم ، بعد السابع من الشهر العاشر 2023 ، لأنها ببساطة اعلنت نفسها طرفا في الحرب ، حين ارسلت بوارجها و حاملات طائراتها ، وجنودها وخبراءها ، حين اغرقت مخازن الكيان بكل الاسلحة الفتاكة المدمرة ، والتي تحصد كل يوم مئات الشهداء من الاطفال و النساء ..إن تكرار النظرة الخطأ التي ذكرها البروفيسور خالد الحروب لبريطانيا ، مع امريكا هو تكرار لتجارب الفشل الناجم عن غياب الحكمة والبصير والشجاعة ..انه اعلان عن استمرارية المأساة ..امريكا ليست ولم تكن على الحياد ، و لا يمكن ان تكون وسيطا عادلا على الاطلاق مادامت هذه سياساتها .السؤال التالي متى تغير امريكا سياستها مع القضية ؟والجواب المقنع هو ما اورده المرحوم الاستاذ عبد الوهاب المسير حين قال بأنه يجب ان ترفع تكلفة هذا التحالف الامريكي الصهيوني ، المبني على مصلحة متبادلة وضعها في المعادلة " تكلفة مقابل خدمة " .رفع تكلفة الحماية معنويا وسياسيا وعسكريا ، امام الخدمات التي يقدمها الكيان لصالحها فقط من شأنه ان يعيد الحسابات . وهذا ما يحدث ربما الآن على الصعيد الاخلاقي والمعنوي ، وكذلك العسكري . خصوصا مع عودة روسيا الى الساحة ، وبروز الدور الصيني المتعاظم . #امير
#أسباب_الإمعان_في_التقتيل_والتدمير / الجزء 2 نأتي الى الحاضر واستخلاصا مما سبق وتبعا لكل ما حدث منذ اوسلو الى يومنا هذا وعبر عمليات قتل متواصلة فردية او جماعية ، تظهر احصائياتها السنوية ان استهداف المدني الفلسطيني غاية في حد ذاته ، ولا يحتاج الى اي مبرر ، فقط ربما فضح السابع من الشهر العاشر 2023 ذلك حينما جعله اعمى وآلة حصاد لا تصغي الى الاصوات من حولها ، بسبب علو صوت آلياتها العسكرية و صمم قادتها .مهم : يذكر ايلان بابيه في كتابه اكبر سجن في العالم ، انه في سنة 2004 تم بناء مدينة كاملة بقيمة 45 مليون دولار في صحراء النقب ، على شاكلة غزة ، كانت عبارة عن هياكل تم تسمية المناطق فيها ، الشوارع المارس المساجد ... وتدرب الجيش الصهيوني على كيفية احتلالها و تدميرها ، وذكر ان رئيس الوزراء ايهود باراك حظر المناورة رفقة وسائل اعلام اجنبية ، والآن سأنقل لكم ما جاء في الكتاب ص 326 ." ... ومن اسوأ الممارسات التي تدربوا عليها كانت الهدم الوحشي للمنازل ، وقصف المدنيين بالقذائف الفوسفورية ، وقتل المدنيين الابرياء بالاسلحة الخفيفة ، وبإطاعة اوامر قادتهم للتصرف بدون اية ضوابط اخلاقية . " ويذكر الكاتب ان شهادة احد الجنود المشاركين في عملية الرصاص المصبوب حين تم الهجوم الفعلي على غزة سنة 2008 كانت : " كان المرء يشعر كطفل يحمل عدسة من الزجاج المكبّر ويعذب بها اسراب النمل بإحراقها " . تصوروا اصدقائي هذه السادية وهذا الاجرام سنة 2008 ، والذي يحدث اليوم ضعفه عشرات المرات في اليوم الواحد . ما حدث في 2008 في 23 يوما يحدث الآن في كل يوم .ان هذا الامعان في الإجرام والقتل و التدمير هدفه مزدوج ، قتل اكبر عدد ممكن من السكان ، وايضا دفع البقية الى اليأس وطلب اللجوء والهجرة هربا من الموت و القهر .كيف يحدث هذا ولماذا ؟ الجواب بسيط : الكيف يتعلق بالدعم والاقرار ، والسبب مواصلة التطهير العرقي والابادة البشرية امتدادا لمشروع قديم لن ينتهي عند غزة والضفة بل سيشمل ذات يوم عواصم قريبة متفرجة ومتواطئة اما تأييدا وإما إقرارا بالسكوت .حسبنا الله و نعم الوكيل . #امير
#أسباب_الإمعان_في_التقتيل_والتدمير / الجزء 1 في ظل هذا الدعم الغربي وخصوصا الامريكي ، وتحت دائرة الإقرار العربي المتمثل في التزام الصمت الفعلي ، لن يتوقف هذا العدوان الغاشم المتوحش والعنصري الإبادي لهذا الكيان المجرم على جموع المدنيين الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ .لقد امن المجرم الدموي العقاب والمساءلة فكيف يضيع فرصته هذه لإبادة الشعب الفلسطيني بالجملة في غزة ، وبالتراكم في الضفة الغربية والقدس المحتلة .منذ البداية كانت ام المعضلات التي واجهها هذا الكيان وجود الشعب الفلسطيني على ارضه متمسكا بها مضحيا من اجلها . فعمل في البداية الى اشاعة كذبه بادعاء انها ارض بلا شعب ، وحين فوجيء المستوطنون الاوائل بأصحاب الارض عملوا على تهجيرهم وابادتهم ، عبر محطات متتالية سمتها القتل الوحشي والتدمير الممنهج ، وسلب الاراضي ، وبناء المستوطنات بأسماء عبرية ، وادعاء انها قرى اليهود الاوائل منذ اكثر من 2000 سنة !!!؟اليكم هذه المقتطفات : اواخر القرن التاسع عشر ومن اجل اقناع اليهود بالمجيء الى فلسطين والاستيطان فيها ، وامام رفض الحاخامات الاوروبيين حينها للفكرة ، بعث " ماكس نوردو " وهو من اقرب الاصدقاء لتيدور هيرتزل مؤسس الصهيونية حاخامان الى فلسطين من اجل اعداد تقرير عن الاوضاع هناك ، فكان له ذلك وكان التقرير الذي اعداه جد مقتضب ومختصر ومعبر وحاسم . قالا فيه : " ان العروس جميلة جدا ، وهي مستوفية لجميع الشروط ، لكنها متزوجة " .تعبيرا منهما ان شعبا يسكنها .وحين تمكن حاييم وايزمن من رئاسة الصهيونية بعد وفاة المؤسس هيرتزل حسم الامر ، وبدأ بناء اول المستوطنات بدعم مالي من آل روتشيلد الفرع الانجليزي .مع مجيء المستوطنين الاوائل كانت هذه ملاحظاتهم وسط العرب السكان الاصليين : " ان الناس هنا غريبون بالنسبة لنا اكثر من الفلاح الروسي او البولندي " .." لا يوجد لدينا اي شيء مشترك مع غالبية الشعب الذي يعيش هنا " .." شعرت بالإمتعاض عندما اكتشفت انه في خاديرا ( مستوطنة صهيونية قديمة بنيت عام 1882 ) كانت بعض البيوت يسكنها عرب " ..في حين ارسل مستوطن آخر تقريرا الى بولندا يعبر فيه عن استيائه لرؤية الكثير من الرجال والنساء والاطفال العرب يعبرون مستوطنة ريشون لتسيون 1882 .هذا المزاج الذي اكتسته بيئة الاستيطان الاولى كان لزاما ان يؤدي الى الخطوة القادمة ، التطهير العرقي والابادة الجماعية والاستيلاء على الاراضي ، وقد تم ذلك عبر مراحل اختلفت في كم الفعل لكنها بقيت وفية للهدف .بعد هزيمة الجيوش العربية امام قوات الكيان في ما سمي بالنكبة سنة 1948 ، لم يقدم الاحتلال على احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية و القدس ، وكان على رأس الدولة الحديثة الغير شرعية دافيد بن غوريون ، اكتفى بالاراضي الباقية ، واسس دولة تحت مسمى " اسرائيل " .اعتبر قادة الجيش وبعض القادة الصهاينة الفرصة سانحة لاحتلال كامل فلسطين بالحدود التاريخية المعروفة ، لكن بن غوريون رفض ذلك رغم الامكان وكانت حجته بيت القصيد التي توضح هذا التقتيل الحادث اليوم ، الحجة انه لا يريد دولة يشكل فيها العرب الغالبية ، مليون عربي مقابل 750 الف يهودي ...اذن كانت مسألة الغلبة الديمغرافية اساسية عند بن غوريون حينها ، ولكن القادة الآخرين كانوا يعارضون ذلك ، واعتبروا الفرصة ضاعت من ايديهم ، ولهذا كما يذهب إيلان بابيه المؤرخ اليهودي المناهض للصهيونية ان حرب 1967 كانت رغية " اسرائيلية " لتصحيح هذا الخطأ بحسب القيادة الجديدة بعد ذهاب بن غوريون .لكن مع احتلال هذه الاراضي الباقية من فلسطين بعد نكسة 67 ، اصبح هناك عبىء سكاني عربي على الكيان معالجته . فتأسست حركة الإستيطان المشيحانية ، والتي تسمى " غوش إيمونيم " عملت على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، و تكثيف هذا الاستيطان من اجل التوازن الديمغرافي ، وفي نفس الوقت العمل على تهجير السكان و الاستيلاء على اراضيهم .يذكر ان حملات التطهير العرقي وهدم القرى واحراقها ، وقتل المدنيين وتهجيرهم تمت بعد الحربين بشكل واسع ، كانت الكبرى بعد النكبة 48 و تلتها عمليات مماثلة بعد النكسة . واستمرت بشكل اقل وضوحا بقية الفترات ولم تتوقف الا لاوقات قليلة جدا .يتبع #امير
نسخ الرابط