منذ 7 ساعات

أعمارنا تجري سريعًا، والعاقل من حافظ على وقته ولم يُفرط فيه، ومن أراد البركة في عمره، والربح في تجارته مع ربه، فعليه أن يكثر من الطاعات والعبادات؛ لذا نجد هناك من يسارع إلى صيام الست من شوال بعد يوم العيد ويبارد بالصيام، سعيًا في تحصيل ثوابها وتحقيق أجمل معانيها.وقد ذكر أهل العلم عدة فوائد ومعانٍ جميلة لصيام الست من شوال:المعنى الأول:استكمال العبد بصيامها أجر صيام العام كله، وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها فشهر رمضان يعدل عشرة أشهر، وهذه الأيام الستة تعدل شهرين، فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» صحيح مسلم (1164)، وقال ﷺ: «جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ، تَمَامُ السَّنَةِ». صحيح الجامع (3094).المعنى الثاني:التنفل بالصوم قبل وبعد الفريضة (شهر رمضان) يكمل به ما يحصل في رمضان من خلل ونقص، فإن الفرائض تجبر وتكمل بالنوافل يوم القيامة، كما ثبت ذلك عن النبي ﷺ في الحديث القدسي:«يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ». سنن أبي داود (864)، حديث صحيح.ومن الفوائد أيضاً: أن معاودة الصيام بعد رمضان من علامات التوفيق للطاعة، فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها.المعنى الثالث:أن معاودة الصيام بعد الفطر فيه شكر لله جل وعلا على نعمته بإتمام صيام رمضان ومغفرة الذنوب والعتق من النار، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يشكروه على هذه النعم العظيمة فقال سبحانه: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه، أن يصوم له عقب ذلك.المعنى الرابع:من الفوائد كذلك المداومة على فعل الخيرات، وعدم انقطاع الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان بانقضاء الشهر، ولا شك أن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليها صاحبها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله عليه الصلاة والسلام، فقالت: «كان عمله ديمة» رواه البخاري ومسلم، أي: دائم ومستمر، غير منقطع.من المسائل المتعلقة بصيام الست من شوال، ويكثر السؤال عنها لمن عليه قضاء من رمضان، هل يبدأ بقضاء رمضان أم بصيام الست من شوال؟اختلف العلماء في هذه المسالة، فقال بعضهم: أن من كان عليه قضاء من شهر رمضان، فعليه أن يبدأ بقضاء ما عليه أولاً، حتى يُحَصِّل الثواب الوارد في الحديث، وذلك لأن الأجر الوارد لا يَحْصُل إلا بعد إكمال عدة رمضان، فهي بمنزلة الراتبة للصلاة المفروضة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» صحيح مسلم (1164)، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جعلها تابعة لشهر رمضان ومتبوعة له، وما كان تابع للشيء فإن الشيء لا يغني عنه.وتقديم الست على قضاء رمضان لا يحصل به الأجر الذي رتب النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها بعد رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، ومن كان عليه قضاء فإنه لا يطلق عليه أن يكون قد صام رمضان؛ بل لا بد من صيام الشهر كله أداء وقضاء، ثم بعد ذلك يصوم هذه الأيام الستة.أما جمهور العلماء فيرى: جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، إما جوازًا مطلقًا أو مع الكراهة.وعليه فيجوز تقديم صيام الست من شوال على القضاء، خاصة لمن يستوعب القضاء لديه كل شوال أو أكثره، وهو مع هذا لا يتمكن م

arrow
copy link نسخ الرابط
none

أسئلة قد تهمك

copy link نسخ الرابط
copy link نسخ الرابط
عرض الكل view all
 copy linkنسخ الرابط
منذ 12 ساعة
منذ 18 ساعة
Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح