دُررُ مَعاني الوَحيَيِن📚
دُررُ مَعاني الوَحيَيِن📚

دُررُ مَعاني الوَحيَيِن📚

الدين

نقل تفسير أهل العلم لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتجلية وجوه البلاغة فيهما.

يحكي أن في يوم من الايام سُئِل أحد الحكماء عن الفرق بين من يتلفظ بالحب فقط ومن يعيشه حقاً ؟ فكر الحكيم قليلاً ثم قرر ألا يجيب علي الفور علي السائلين، وبدلاً من ذلك دعاهم الي وليمة عظيمة في منزله، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاهم ولم ينزلوها بعد الي قلوبهم، جلس الحكيم الي المائدة وجلسوا هم من بعده ثم احضر الحساء وسكبه لهم واحضر لكل شخص من الحضور ملعقة بطول متر واشترط عليهم أن يحتسوا الحساء بهذه الملعقة الغريبة !حاول الجميع جاهدين أن يتناولوا الحساء باستخدام هذه الملعقة ولكنهم لم يتمكنوا ابداً، فكل منهم لم يتمكن من ايصال الحساء الي فمه دون أن يسكبه علي الارض، وقاموا من المائدة جائعين في هذا اليوم .قال الحكيم : حسناً والآن انتظروا وتأملوا .. دعا الحكيم الاشخاص الذين يحملون الحب داخل قلوبهم الي نفس مائدة الطفال، واعطاهم نفس الملاعق الطويلة، تلألأ وجه الحضور بالمحبة والود، وبدأ كل منهم يأخذ ملعقته ويملأها بالحساء ثم يمدها الي احد جيرانه الموجودين بجانبه ويعطيه الحساء، وبهذه الطريقة شبع الجميع وحمدوا الله عز وجل وقاموا من المائدة شبعانين .ابتسم الحكيم في ثقة وقال : هذه المائدة تمثل الحياة بأكملها .. من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا! فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ فقط…هذا هو الحب إنه فن العطاء والإيثار والتفكير في الطرف الآخر قبل التفكير في النفس .🌟 ، ﻓﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﺷﺌﺖ،

نحن أمة خالية من المجانين الحقيقيين . وهذا أكبر عيوبنا. كل منا يريد أن يظهر قوياً وعاقلاً وحكيماً ومتفهماً. يدخل الجميع حالة من الافتعال والبلادة وانعدام الحس تحت تلك الأقنعة فيتحول الجميع إلى نسخ متشابهة مكررة ... ومملة . نحن في حاجة إلى الجرأة على الجنون والجرأة على الاعتراف بالجنون. صار علينا أن نكف عن اعتبار الجنون عيباً واعتبار المجنون عاهة اجتماعية . في حياتنا شيء يجنن. وحين لا يجن أحد فهذا يعني أن أحاسيسنا متلبدة وأن فجائعنا لا تهزنا، فالجنون عند بعض منا دلالة صحية على شعب معافى لا يتحمل إهانة... ودلالة على أن الأصحاء لم يحتفظوا بعقولهم لأنهم لا يحسون بل احتفظوا بعقولهم لأنهم يعملون، أو لأنهم سوف يعملون، على غسل الإهانة. من #كتاب #دفاعاً_عن_الجنون #مقالات تأليف: ممدوح عدوان

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح