منذ 5 شهور

رواية. عطر خاص من تأليفي انا fadia Elmaliky كانت تعلم حينما كانت على بعد خطوة من حبه أنه نقيضها تماماً، لكن ومع الأسف للحب جاذبيته وقواه الخاصة والتي تنافي وتناقض المنطق، وتماثل ربما المغناطيس الذي يتنافر قطباه المتشابهان في حين يتجاذب المختلفان.وهذا هو ما حدث تماماً لها حينما لمحته لأول مرة، كان كل شيء لا تحبه هي، قصير بعينين صغيرتين جاحظتين، يرتدي نظارة سميكة...لم يكن أبداً يشبه أياً من أبطال روايات عبير، ليس عريض المنكبين، ولا بطول ست بوصات..حتى شعره كان قد تراجع للخلف معلناً عن مستقبل لرجل أصلع، كان رجلاً بسيطاً وعادياً جداً، بل أكثر من عادي، هذا فيما يتعلق بالجانب الشكلي، لكن في العلم والعمل لم يكن كمال مجرد رجل عادي...لقد كان يصحو صباحاً قبل الكل، يتجه نحو عمله بعد أن يتناول جرعات من الكافايين الخالي من السكر لتجعل عقله يعمل بصورة واضحة...هل قلت عقله؟ أجل، هنا يكمن السر...عقله... كان كمال يمتلك عقلاً جباراً، عقلاً يجعل كل من عرفه يُبهر به.. منذ أن كان كمال طفلاً كان قد تميز عن أقرانه برجاحة العقل وشدة الذكاء...كان متفوقاً عليهم رغم أنه كان الأقصر والأنحف والأكثر فقراً.كمال كان الطفل المنسي دائماً بين زخم الفصل وأصوات الطلاب، كان لا أحد يتذكره إلا حينما يسأل الأستاذ عن شيء صعب حينها فقط تتجه الأعين جميعها نحو كمال الذي يرفع يده ويجاوب بكل هدوء.. وملل كأنه يخبرهم أنهم مجرد فشلة، وأن ما يرونه صعباً هو أكثر الأشياء سهولة في الحياة.. حتى لقبوة حين ذاك بالحاسب الآلي...أما هي فقد كانت دائماً الطفلة المحبوبة التي لا يمكن تجاهلها أينما حلت... رنا كانت الأجمل وابنة الأسرة الغنية الوحيدة المدللة المحبوبة من جميع الناس... كانت دائماً ما تحصل على الأفضل والأجود والأجمل...حصلت على نصيبٍ لا بأس به من الذكاء مكّنها من أن تلتحق بكلية الطب؛ لتكون فيما بعد إحدى طبيبات الامتياز في وحدة دكتور كمال عبد الحميد اختصاصي الجراحة العامة...سمعت الكثير عنه، فهو رجل أعزب يبلغ من العمر ٤٥ عاماً، لا يهتم بمظهره أبداً، ولايهتم بجمع المال مثل جميع الناس في هذا العصر.يرتدي أبسط الملابس، سيارته قديمة جداً لا يتحدث كثيراً إلا حينما يشرح للطلاب عن شيء معين، عادة ما يسير وهو ينظر للأرض دون أن يطيل النظر في أي شخص... ليس لديه أصدقاء، مرتب ومنظم جداً في مواعيده، وداخل غرفة العمليات هو شخص موهوب جداً ومرتب وهادئ وواثق من نفسه...أول لقاء بينهما كان حينما كانت هي تحاول إيقاف سيارتها قرب المستشفى التعليمي والذي يعد من المستحيلات بسبب تزاحم السيارات والأشخاص... حاولت وحينما لم تفلح تحركت للخلف لتعود للشارع الخلفي، ولكنها مع زحمة المكان اصطدمت بسيارة شخص ما وبدلاً من الاعتذار لذلك الشخص صاحت فيه:- اللعنة، أين تحاول الوقوف؟ هل أنت أعمى؟ لا يوجد مكان تقف فيه أيها الغبي؟لكن ما حدث هو أنه نظر لها فقط وتخطاها نحو المستشفى دون أن يرد عليها أو ينظر لسيارته ومدى الضرر الذي حدث لها...نظرت نحوه بذهول حينما فتحوا له البوابة ليعبر من خلالها...وقررت أن تعبر هي أيضاً للداخل إن كانوا تركوا ذلك السيد غريب الأطوار يعبر، فلا بد من تركها هي أيضاً تعبر...أوقفوها في البوابة مباشرة، سألها أحدهم:- من أنت؟- دكتورة رنا أنور...- أعطينا بطاقتك....قدمت لهما البطاقة- أنت طبيبة حديثة هنا؟- أجل...- يمكنك الدخول أنت فقط دون سيارتك، فالأماكن في الداخل خاصة.- كما ترى، أنا طبيبة.- دكتورة، الأماكن في الداخل يتم تصديقها، يمكنك التحدث مع المدير ليوفر لك مكاناً خاصاً بك.- خاصاً؟ خاصاً بمن؟ لقد أدخلتم ذلك الغبي أمامي.- أي غبي؟ أنت... هل تتحدثين عن دكتور كمال عبد الحميد؟ هذا اختصاصي الجراحة العامة يا دكتورة، ألا تعرفينه؟صاحت بفزع:- ماذا؟ أنت تتحدث بصدق؟ اللعنة، لقد وقعت في كارثة، وانتهى أمري، الوداع أيها الطب، الوداع أيتها الدنيا الفانية...نظر كلا الحارسين نحو رنا باستغراب..تحركت بعد ذلك للبحث عن مكان تركن فيه سيارتها...يمكنكم متابعة الرواية عبرfadia1990elmaliky.blogspot.com

منذ 5 شهور
منذ 5 شهور
منذ 5 شهور
منذ 6 شهور
Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح