المرأة التي تدلل زوجها تتفوق في النهاية على أصناف كثيرة من النساء يتمتعن بمزايا أخرى واضحة ومهمة، وهذه المرأة التي تدلل زوجها يتمتع زوجها بروح في جو البيت لا يعرفها أساسًا غيره من الرجال، ولا يتخيلونها، وتكون الأسرة هي البقعة التي يشعر فيها بقيمته وكرامته حتى لو كانت الأمور تسير على غير هذا النحو في أي مكان آخر. تدلل زوجها لا أقصد بها أن تطعمه في فمه، أو تسميه اسمًا من أسماء التدليل، أو تزرر له أزرار قميصه، بل الأمر أهم من هذه التفاصيل الودودة، تدلل زوجها أي تعامله معاملة حسنة فيها نوع من السخاء، وتحب مراضاته، وتعبر عن مكانته الأولى عندها، وتفرح منه بأي لمسة جميلة، وتشجعه على أي تقدم ولو كان خطوة، وتحب أن تبشره بكل خير، وتحب أن تنقل له الأخبار السيئة بطريقة تخفف من انزعاجه، وتميل لأن تصدقه فيما يعد بأن ينفذه في المستقبل. وفي الجملة -وإن لم تفهم بعض النساء ماذا أعني- فإن الأمر يتعلق بشعور بالمكانة الخاصة، كتلك المشاعر التي تشعر بها المرأة تجاه الابن الأكبر، والعين المليئة بالحب اللا محدود، كتلك النظرة تجاه الابن الأكبر. التدليل هنا هو الأسلوب الذي ينتج عنه أن يشعر الطرف الآخر، سواء كان الزوج، او الابن الأكبر، بأن مكانته مستقرة، وأن له أن يطمئن للأبد من ناحية الشعور تجاهه، وأنه لا شيء جميل منه سينسى الطرف الآخر التعبير عن الإعجاب به.
نسخ الرابط