Jihad Gouda

كان يُكتبُ على مدخلِ كلّ مدرسةٍ من مدارسِ الأندَلُسِ: الدُّنيا تستندُ على أربعةِ أركانٍ: عِلمُ الأفاضلِ، وعدلُ الأكابرِ، ودعاءُ الصّالحينَ، وجلالُ الشُّجعانِ.💚

" ولقَدْ آتَيْنا إِبراهيمَ رُشْدَهُ "‏يا رب، آتنا رُشدَنا، وثمرة سعينا، واختر لنا ولا تُخيِّرنا، وقِنا شر ضلال السعي، وضلالة الوجهة، وضياع العُمر فيما لا ينفع، وشر الطرق التي تُنهكنا سعيًا وجهدًا ثُمَّ تُفضي بنا إلى هُوَّة فارغة، واهدنا سواء السبيل، وقِنا شر الحسرة على أعمارنا.

سورة القصص بدايتها عجيبة !بتتكلم عن طغيان فرعون و ارادة رب العالمين في انه يمن على بني اسرائيل بالتميكن ..فـ انت لما تسمع الايات تتوقع بقى إن في عقاب شديد نازل ، او يُخسف بفرعون الأرض ، أو يحصل حدث جلل !و فجأة ، الآيات تاخدك لبيت من بيوت بني اسرائيل ، اتولد فيه طفل ! اللي هو واحد بيموت في الاطفال و في قمة طغيانه انت منتظر عقوبة بقى ، و فجأة القرآن يعلمك أول درس ؛الصبر على سنن الله في النصر !و تبدأ الايات تعرضلك ازاي الطاغية ده هيتأثر بالطفل ده ، اللي هو يومًا ما هيقضي عليه ، بس لما تيجي تفكر انت في القصة دي كنت هتتوقع اي سيناريو تاني سريع للنصر ، إلا السيناريو ( البطئ شوية من وجهة نظرك ده )،يعني الاطفال دي كلها هتدبح لسه و قلوب اهاليها تتوجع ؟ و استحياء النساء و الذل اللي الناس شايفاه مفيش حل سريع ينهي الوضع ده ؟خلي بالك ، ربك قادر في لحظة يبدل الأحوال و في اقوام نزلت عليهم العقوبة في غمضة عين و اتمحوا من الأرض كلها ، ربك قادر !لكنه حكيم ، و حكمته مهما حاولت تشغل دماغك و تتوقعها استحالة توصلها !انت علشان عارف ان الطفل اللي اتولد ده و هو سيدنا موسى عليه السلام و ربنا هيجعل نهاية فرعون على ايده بطريقة مبهرة للعقول ، فـ انت شوفت منظر موت الاطفال و الذل ده كله من منظور انه مؤقت و النصر بيتم في خلفية القصة ..احيانًا نصر الله بيجي من طرق لا تتوقعها، و انتقامه بيجي من ابواب عمر ما الظالم يتخيلها لوهلة ، ممكن يطول زمن الاستضعاف لكن ثق ثق ثق ان في الخلفية فيه تأهيل لتمكين بيحصل !فـ لمّا تشوف الأحداث اللي بتحصل لإخواتك دلوقت ميجيش في بالك غير : كذبتِ يا عيني ، و صدق وعد الله.