"طفل يٌقـتل كل 10 دقائق في غزة" هذا ما صرحت به منظمة الصحة العالمية، في ظل حرب تجاوزت الـ 1440 ساعة، خلال مدة تخطت الشهرين بقليل!هذه الأرواح الصغيرة التي ارتقت للسماء، وعددها المقدر بأكثر من 7 آلاف؛ فاق ما رُصد من ضحايا في حـرب أوكرانيا، ويقترب بوتيرة متسارعة من عدد الضحايا في اليمن بـحـرب تشتعل لثمان سنوات، وقد يتجاوز عدد ضحايا سوريا في 12 سنة!ما يؤكد أنها حرب ممنهجة تستهدف المدني، وتحقق غايات الاحتـلال بالإبادة الجماعية.
"نحن كـ فلسطـ.ينيين مش مكتوب لنا نحس بسلام وأمان. على قد سلامنا الداخلي؛ إلا أن حياتنا كلها سلسلة من الهروب بلا وصول".بهذه الكلمات حكت جميلة عن يوميات الحرب في غز.ة. الصحفية التي تركت تغطية الأحداث لتشارك أهلها تفاصيل الحرب، وكشفت رسائلها الصوتية كل المعاناة، على مدار أكثر من شهرين.هي نفسها جميلة التي آمنت بأن الشدة ستزول، وبأنها وعائلتها، وكل أهل غز.ة، لن يعودوا لحياة ما قبل الحرب، بل سـ يخلقون حياة جديدة أكثر أمانًا واستقرارًا.
يقول المصور بلال خالد: قبل عام من الآن وفي نفس هذه الأيام كنت في قطر أغطي مباريات كأس العالم، بنفس العدسة و الكاميرا التي أحملها اليوم، كنت ألتقط صرخات تشجيع ودموع خسارة وبكاء انتصار ، أمّا اليوم فها هنا أنا محاصرٌ ومُرغم على توثيق صرخات الموت، وتصوير دموع الفقد وتوثيق عويل الأطفال، وبكاء الأمهات. ولا هُتاف اليوم هنا سوى تكبير المشييعين الذين تعبت أكتافهم من حمل الجثث التي لا ينتهي تعدادها.
بدلاً من أن يخجل الناس من مناشدة الناشطات الحرائر، وجب عليهم أن يخجلوا من أنفسهم أولاً، أن تركوهم لمصيرهم ليفترسهم الخذلان والقلة، وبعد أكثر من 60 يوماً على الحرب المضنية، لا تزال غزة امتحاناً لمروءة الشعوب، والساقط في امتحانها ساقطٌ في اختبار الخلق والدين، ولو بعد حين..
نسخ الرابط