مشكلتي الحقيقية أني لا أعتقد أنه يوجد شخص على الأرض يستطيع أن يحتويني، ويتفهم مشاعري، مشكلتي أنّي كنت أؤمن بالحب دائمًا وأنّي أنتظر فارسًا غير موجود، ليقوم بمهمة لم تتحقق، لأميرة غير حقيقية، حتى أنّي لم أكن الأميرة في النهاية، فما من أميرة تبكي الوحدة بالليل ولا أميرة ذات شعر منكوش متطاير، وبغض النظر عن عدم التشابه الشكلي غير المتوافر بيني وبين أيّة أميرة؛ فهناك حقيقة لا يمكن إغفالها ألا وهي: لا يوجد فارس إلا في قصص الخيال الوهمية!لمن كل الحب في قلبي خبأت، ولمن انتظرت كل هذه السنين ولمن كنت أحافظ على كوني أنثى؟ فكنت أخفي كل الأنوثة والجمال في داخلي حتى إذا جاء. حتى إذا جاء وهو الذي لم يأتِ أبدًا.. لماذا الحياة قاسية فقط على هولاء الذين لا يعرفون القسوة، لماذا تكون غير رحيمة مع القلوب الضعيفة التي لا تحتمل القسوة، ولماذا تأخذنا الأيام إلى طرق لم نُرد أبدًا أن نكون فيها، وسِككٍ كنا نرجو الله دائمًا ألا نصل إليها؟ لماذا نعيش كل مالم نرد أن نعيشه ونتحول إلى نفس الأشخاص الذين كرهنا التعامل معهم وكرهنا شخصياتهم؟
انا حزين، كل ما بداخلي حزين اشعر بخيانة من كل الاشياء حوّلي، كأن تموّت فجأة، ولا أحد يقيم مراسيم جنازتك، انا الان بأقصى مراحل الخذلان، و كُل الذين مددَت يدي لهم تقاضيت لِقاء ذلك طعنة في قلبي.
أيام ثِقال لخصها شَطرٌ لأبي إسحاق الإلبيري: تفُتُّ فُؤادكَ الأيَّامُ فَتَّا!
لم يُبكينا الألم ..أبكانا كتم الشعور الذي حملناه في صدورنا ، أبكانا تلعثُم ألسِنتنا بحثاً عن منفذ للكلمات ، لم يبكينا الألم ، أبكتنا الوحدة وشفقة جدران غرفتنا علينا ، أبكانا الهدوء الذي وصلنا إليه بشَق الأنفس ، أبكانا حالنا الذي نحنُ عليه وشعورنا بالعجز اتجاه كل شيء..لم يُبكينا الألم ، أبكتنا تلك التنهيدة التي تخنقنا ، أبكتنا السعادة التي لم نجد إليها سبيلا.
"واحدة من أجمل المشاعر على الإطلاق أن تجد شخصًا واحدًا في هذا العالم تستطيع التحدُّث معه في أي شيء، أن تخبره بكل شيء دون أن تتجمَّل وأن تفكِّر، أن تحكي له كل أفكارك مهما كانت سخيفة ومخزية ومؤلمة، دون أن تراودك أطياف القلق من تغير نظرته عنك، أن يمنحك القدرة لتحُب نفسك بكل نواقصك أكثر."
نسخ الرابط