نسخ الرابط

Mohammed Ahmed Ghaleb
ناشط في مجال الحقوق المدنية والسياسية_Activist in the Field of Civil and Political Rights
فلسطين أرض وهوية وقضية، لها علاقة مباشرة بمبدأ الكرامة الإنسانية الثابت الذي لا ينقص ولا يجوز انتهاكه تحت أي ظرف من الظروف، قبل كل شيء آخر. ولذا فإن إعلان الحوثي تأييد العملية الفلسطينية "طوفان الأقصى" أو الإعلان عن ضرب تل أبيب بالصواريخ والمسيرات تضامنا مع غزة، ادعاء زائف. فلا يستقيم أن يقف الحوثي ضد جرائم الصهاينة على أرض فلسطين، وهو منذ سنوات طويلة ينتهك الحقوق ويرتكب أبشع الجرائم بحق اليمنيين.
يأتي الحديث اليوم عن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة مؤقتة بعد ستة أسابيع من حرب الإبادة الجماعية التي طالت الفلسطينيين في غزة، وقد أصبح من الواضح أن الكيان الصهيوني لن يستطيع أن يكسب شيئا من هذه الحرب الغاشمة، وأنه بدل أن ينال من إرادة الشعب العربي الفلسطيني بتكبيده خسائر فادحة في الأنفس والبنيان، يزيد من تصميمه على مواصلة النضال وتقديم المزيد من جسامة التضحية، ويمنحه فرصة أكبر لتأكيد تمسكه بفلسطين .. كامل فلسطين: القدس وعكا وحيفا وبيسان والناصرة ويافا وطبريا وصفد والرملة واللد وبئر السبع وعسقلان والنقب، وكل بيت ومنزل ومسجد وكنيسة، وأطلال وأنقاض وخرائب قديمة، وبؤيرة مهجورة، وساقية مطمورة، وشجرة زيتون، والتفاف أحرار العالم حول حقه في الاستقلال الوطني والحرية والكرامة. ويبدو الكيان الصهيوني في نظر المراقبين اليوم أكثر من أي وقت مضى، غارقا في رمال غزة العميقة لا يدري أين ستقذف به أمواج المقاومة العاتية، وتائها لا يعرف كيف يتقدم فيها ولا كيف يخرج منها.
لن يستطيع الكيان الصهيوني القضاء على مشروع المقاومة الوطنية الفلسطينية؛ ولن يقبل بالهزيمة كذلك .. وليس لديه من خيار سوى الاستمرار في الحرب التي ستجد طريقها قريبا للانتقال إلى داخل الأراضي المحتلة بما فيها تل أبيب نفسها، الصهاينة يقودن المعركة إلى نقطة اللاعودة ولا خيار إلا الحرب ونشر الموت والخراب في كل مكان. وهم في ذلك لا يشبههم في غرورهم وعنصريتهم إلا الحوثيين الذين دمروا اليمن وقتلوا وهجروا نصف الشعب.
نستنتج من هذا الاحتشاد السياسي والعسكري الغربي غير المسبوق في المنطقة أن إسرائيل ليست الطفل المدلل للغرب، كما هو شائع في أدبيات النضال العربي، بل سلاحه الأمضى في الاحتفاظ بعلاقة خاصة مع ثروات وموارد المنطقة وموقعها الجيواستراتيجي.
لطفي بوشناق أحد الشهود على هذه اللحظة الأكثر تعريا وسقوطا في تاريخ الحضارة الغربية
نسخ الرابط