قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيْ مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: [إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ] يُوسُفُ 2. فَمَا وَجْهُ إعْرَابِ كَلِمَةِ: (قُرْآنًا)؟ قِيلَ فِيْ إعْرَابِ كَلِمَةِ (قُرْآنًا)، أَنَّ ثَمَّةَ وَجْهَيْنِ لَهَا، وَهُمَا: أَحَدُهُمَا، (قُرْآنًا) اِنْتَصَبَ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ (الهَاءِ) المُتَّصِلِ فِيْ الفِعْلِ: (أَنْزَلْنَاهُ)، فَكَأَنَّ اللهَ تَعَالَى، قَالَ: [أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا]. وَهَذَا لَعَمْرِيْ، وَجْهٌ مُتَقَبَّلٌ وَحَسَنٌ. وَالثَّانِيْ، أَنَّ كَلِمَةَ (قُرْآنًا) تَوْطِئَةٌ لِلْحَالِ (اُنْظُرْ: مَجْمَعُ البَيَانِ فِيْ تَفْسِيرِ القُرْآنِ لِلطّبرسِي 5/355). وَقَدْ تَبَنَّى هَذَا الوَجْهَ مِنَ الإعْرَابِ وَتَبِعَهُ: الرَّازِي (اُنْظُرْ: التَّفْسِيرُ الكَبِيرُ 8/492)، وَأَبُو حَيَّان الأَنْدَلُسِيُّ (اُنْظُرْ: البَحْرُ المُحِيطُ 6/479)، وَاِبْنُ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ (اُنْظُرْ: اللُّبَابُ فِيْ عُلُومِ الكِتَابِ 9/200)، وَالأَلُوسِي (اُنْظُرْ: رُوحُ المَعَانِيْ فِيْ تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالسَّبْعِ المَثَانِي 12/502). وَقَالَ القُرْطُبِيُّ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُ (قُرْآنًا) عَلَى أَنَّهُ حَالٌ، وَكَلِمَةُ (عَرَبِيًّا) نَعْتٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَوْطِئَةً لِلْحَالِ (اُنْظُرْ: الجَامِعُ لأَحْكَامِ القُرْآنِ 9/102). وَتَبِعَهُ فِيْ ذَلِكَ البَيْضَاوِيُّ (اُنْظُرْ: أَنْوَارُ التَّنْزِيلِ وَأَسْرَارُ التَّأْوِيلِ 3/128)، وَالثَّعَالِبِيُّ (اُنْظُرْ: الجَوَاهِرُ الحِسَانُ فِيْ تَفْسِيرِ القُرْآنِ)، وَاِبْنُ عَجِيبَة (اُنْظُرْ: البَحْرُ المَدِيدُ فِيْ تَفْسِيرِ القُرْآنِ المَجِيدِ 3/387). وَقَدْ ذَكَرَ اِبْنُ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ فِيْ كِتَابِهِ (اللُّبَابُ فِيْ عُلُومِ الكِتَابِ 9/200)، وَالأَلُوسِي فِيْ كِتَابِهِ (رُوحُ المَعَانِيْ 9/102)، فِيْ إعْرَابِ (قُرْآنًا) أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ. وَإنَّ مِثْلَ هَذَا التَّخْرِيجِ، لَنَرَاهُ ضَعِيفًا.تَوْقِيع: د/ع.كَشْرُودْ
نسخ الرابط