close

عن الموهبة والاجتهاد:في نظري نحن لا نعرف أننا موهوبون في أمرٍ إلا بعد الاجتهاد فيه، ودليل هذا: أن الفتىٰ الصغير يذهبُ ليلعبَ الكرة ولا يكونُ محمد صلاح من أولِّ وهلةٍ حتىٰ ولو عندَه الإمكانية لهذا..ودليل آخر: أن معظمَ من نقولُ عنهم موهوبين إذا طالعنا سِيَرَهُم وجدنا علاماتَ الاجتهادِ واضحةً لا مريةَ فيها؛ وهم مع ذلك موهوبون. فأنت لا تأتي لواحدٍ لم يكتبْ مقالةً طَوال حياتِه وتقولُ هذا موهوبٌ في الكتابة؛ بأي حجة؟! حتىٰ لو هو موهوب وبدأ يكتب؛ لن تجد في كتابته علامات هذه الموهبة المختفية؛ بل لا بُدّ أن يتعلم ولا بُدّ أن يمارسَ الكتابة.فـالموهبةُ تكادُ تكون في نظري مضمرة في الاجتهاد، لنَقُل أن الاجتهاد هو الشجرة، والموهبة هي ثمارها ولا بد للشجرةِ أن تُزرَع وتنمو حتى نرىٰ ثِمارَها، ومستحيلٌ أن نرىٰ ثِمارَها لو لم نزرعها.وفي نظري أيضًا أن كثيرًا من الناس يتخذون حجة الموهبة كـذريعة لتأخرهم ويقولون: هذا موهوب، هذا عبقري.. مع أن أديسون وغيره أكدوا هذه الحقيقة: "النجاح هو 1% موهبة و99% جهد وتعب.." فلو تأخرتَ عن شيءٍ بـحُجّةِ أنك تفقد الموهبة فيه؛ فأنتَ تحكمُ بـالغيبِ المجهول، فمن يعلم أنك لا تملك الموهبة في هذا الشيء؟ ومن أعلم أينشتاين أنه موهوبٌ في الفيزياء؟ أليس توجهه للفيزياء ودراستها؟ ولـنفترض أنه جهل أي شيء له علاقة بالفيزياء؛ فهل لنا أن نقول أن عنده موهبة أو لا؟ نحن نعرفُ الموهبة في منتصفِ الطريقِ أو نهايتِه، أما أن نعرفها ونحنُ لم نخطُ خطوةً واحدة فـمستحيل.- أحمد صلاح

close
العالم السائل
المشرف على عبدالحي  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح