close

من المؤسف أن الأمة الإسلامية لا تقرأ، ولا تبغي لمسلك القراءة سبيلا. وأعظم من ذلك أنها لا تقرأ التاريخ، ولا ترجع إليه لتتخذه نبراسا ونورا في طريقها ليكشف لها الضباب ويزيل عنها الغبش، لتبني الحاضر وتشيد صرح المستقبل بأيادٍ ثابتة. فالتاريخ أعظم معلم للبشرية، فيه الحِكم والعبر، فيه التجارب والسير، منه نعرف الصواب فنتبناه، ونعرف الخطأ فنتفاداه. التاريخ هو الأساس الذي تبنى عليه البنيان الشامخة، هو الأصل الذي منه تتفرع الفروع.ويكفيك كي تعرف أهميته أن تعلم أنه ثلث القرآن، فالقرآن الكريم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم متعلق بالتوحيد، وآخر متعلق بالتشريع، وثالث متعلق بالقَصص، فهل تظن أن ثلث القرآن هكذا حكي وسرد وحِكم بلا فائدة! وهنا يرد علينا سؤال؛ إذا كان التاريخ يكتسب كل هاته الأهمية فلماذا تعزف الأمة عن قراءته؟ وما فائدة قراءة تاريخ لزمان ولّى وغبر؟ فلْنُشغل أنفسنا بما نحن فيه فذاك أولى!علينا أن نعلم أن أمة بلا تاريخ ميزانها صفر بين الأمم، وفي الحقيقة ليست هناك أمة لا تاريخ لها، إذ كيف يُعقل أن يوجد حاضر لا ماضي له، وإنما هناك طمس وتزوير للحقائق، إما لتضليل الحق وإما لأن تاريخهم لا يُشرِّف بأحداثه البشعة، أو أن فترة من الزمن لم تدون. وكثير من الدول ممن لم يدون تاريخها تخلق أشخاصا وهميين وأبطالا أسطوريين من الخيال، وتنفق أموالا باهظة على مثل تلك المشاريع من إنتاج أفلام وطباعة كتب..

close
تاريخ الأمم والملوك
المشرف ناجي بن أحمد  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح