close

من فترة قريبة، مر عليا تقرير أجنبي عن فيلم خيال علمي قديم اسمه (Soylent Green) من إنتاج عام ١٩٧٣م، وازاي إن التويست اللي في آخره كتبت تاريخ جديد لأفلام الخيال العلمي من حينها فصاعدا.دورت ع الفيلم وشوفته، لقيت أحداثه زي ما في السكرين كدة، بتدور بعد ٥٠ سنة في المستقبل القريب في عام ٢٠٢٢م. كانوا شايفين عالمنا هيبقا شكله ايه؟كوارث مناخية بوظت البحار والمحيطات. نباتات كتير اختفت. اللحوم بقت شديدة الندرة. الغذاء الأساسي حاجة مش مفهومة، بنكتشف إنها خلاصة جثث البشر اللي بيموتوا وبتتعالج بطريقة معينة. الأجيال القديمة بتحكي عن الأكل الطبيعي والمناظر الجميلة والكائنات المنقرضة اللي حضروها صغيرين، باعتبارها أساطير الأولين. ربما يتاح ليك على سبيل المكافأة لو انت تطوعت بتقديم جثمانك لشركة الغذاء إنهم يفرجوك على فيديوهات العالم ما قبل الكارثة. الأثرياء لما بيشتروا شقق جديدة بياخدوا معاها بنت جميلة من ضمن العفش. في حظر تجوال يومي دائم. الناس لما بتتظاهر بيبعتوا عليهم بلدوزرات تغرفهم وتعبيهم حرفيا زي الزبالة.من كام سنة كنت وقفت مع فيلم (Blade runner) اللي صدر في أوائل التمانينات، وكان بيحكي عن العالم في المستقبل القريب بردو، في ٢٠١٩م، وكان عنده تصور متفائل جدا بإن البشر هيصنعوا روبوتات متطورة وعربيات بتطير، وهيعملوا مستعمرات خارج الأرض، وهكذا.الإشكال بالنسبالي، هو ازاي محاولات استشراف المستقبل في أفلام الخيال العلمي، رغم المجهود الكبير المبذول فيها، إلا إن الواقع الفعلي لما بيحضر بيكون فارق عنها كتير بشكل لم يكن يمكن توقعه، ومخيب للآمال أيضا ولكن بدرجة أقل سوءًا مما كان متوقعا بالفعل.لا زالت الطفرات اللي بينجزها الإنسان في الحضارة الحالية واعدة جدا ومفاجئة، لكنها أيضا مخيفة ومرعبة، ولما بتيجي تقارن كل هذه السياقات مع بعضها، بتنتهي إلى خلاصة إنه: كان يمكن أن تسوء الأمور عما هي عليه بكثير. ولكن الحمد لله؛ قدّر ولطف.ولا زال إنسان الحضارة المتعجرف الغشيم طايح في الوجود وخرمان خرتأة في الكائنات. #قعدة_دراما

close
قعدة دراما
المشرف محمد السيد أبو ريان  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح