من ألطف وأوقع ما أقرأ هذه الأيام كتاب «معنى الحياة في العالم الحديث»، وأقف طويلًا أمام هذه الفقرة فيه:[ويُهيمن على نمط عيش الفرداني -في نسخته الأحدث- طابع «الحدث»، وهو يحاول تعميم هذا الطابع على أنشطة الحياة اليومية، فهو يسعى إلى أن «تكون الحياة حفلة واحتفالا، ولتبدو ذاته كمديرٍ للحدث في حياته، ويصبح كل شيء حدثًا، وتجربةً مَعيشة، واحتفالاتٍ مستمرة بأدنى مناسبة، لا بدافع الجشع الاستهلاكي، وإنما الجشع لإنتاج الحدث؛ لأن جوعه للتجارب المَعيشة لا يشبع، فالأهم هو كثافة اللحظة»]. انتهى.وهو تحليل ذكي لظاهرة هوس إنسان مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة المنشورة، وكذلك لتطرفه في الإعلان عن أحداث حياته الخاصة ومبالغته في التعبير عنها، لا لأن ما ينشره هو ما يشعر به بالضرورة، بل حسب تعبير الكاتب بسبب «الجشع الذي لا يشبع لإنتاج الحدث».
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور