هناك شمعة ساكنة بين تلك الشموع. مطفأة، باردة حد الذهول. تلتبس النور، وفي داخلها ليل العتمة، دون ضحكة. نظراتها مكسورة، بدون لهفة. أراها بكبريائها تتكلم... تتذمر. أسمع قلبها الحيران،ممتلئ بالحزن. تريد طي الماضي، بحاضر بليد.تخيفها ألوان المستقبل، وتلتبس الفرحة الزائفة تركض بعيدا بعيدا، بفكرها المنسي شيئا في ذاتها. وتهرب عن خبايا الآخرين. تعشق الهدوء الزائف...وترتشف العتمة. الحيرة تسكنها،بين الصواب، وبين فتيل القلب المحروق. تقوى بدخانها المطفي، وتنتظر الريح الباردة لتشعل خيط الأمل بالنور. وبين الماضي، والحاضر، قرار يتأرجح بالحيرة. #زمن_الضاد

((ومض الدهشة)) للزمن مرايا تريك وجه المخبوء..وحدها تلتقط صور الحقيقةكلما غارت في قعر الضباب..حينئذ تنثر عليك الذهول..فتومض الدهشة في نبض الأعماق..وتتحرك في فضاء إنسانيتك عواصف الهلع من زمن يحتضن ظلك ويتفيأ فيه.الشاعر أ.د: صباح عنوز.*********************. إن عنوان هذه النثرية يجذب الانتباه،إذ يجعل القارئ يتساءل في نفسه هل للدهشة ومضة،وكيف ستكون؟! فيجذبه لإكمال مراد الشاعر منها.وحينما نأتي إلى تحليل هذا الكلام، فيبدو إن الشاعر بتعبيره هذا قد خرج عن المألوف، إذ جعل للزمن مرايا؛ وإنه لم يقصد بها المرايا بالشكل العام أو المباشر، بل قصد بها شيئا آخر هو «وجوه الناس المختلفة،وماتضمره أنفسهم من حقد تجاه غيرهم،إلا أنهم لايكشفون ذلك بل يجعلون أنفسهم تلتبس الخير»؛ لأن الإنسان بطبيعته متلون الوجوه، خاصة الإنسان الذي يحمل طابع الغيرة أو الحقد ومايضمره من شر لأخيه الإنسان، حتى لو حاول إخفاء ذلك، فسيأتي يوم وستظهر حقيقة مايضمره في نفسه، وبهذا سيشعر المقابل بالذهول، وستعتريه الدهشة، إذ تختلط بمشاعره شيء من الهلع الدائم تجاه من وثق بهم وظن بهم الخير.فقد استعمل الشاعر في هذه النثرية أفعالا مضارعة،(تريك،تلتقط،تنثر،تومض،تتحرك، يحتضن،يتفيأ)، وإن كانت تدل على شي فإنها تدل على على استمرار تلك الثنائية الموجودة في حياتنا،من خلال وجود نقيض عكسها،وخاصة في الطابع البشري نحو الحقيقة والمجاز، الصدق والكذب، والدهشة والدراية، وكل مايعتري النفس البشرية من ثنائيات تثير النقيض فتزرع الدهشة في نفسه.حيث استعمل الشاعر في باديء القصيدة:(ومض الدهشة) فأكسبها الثبات من خلال الجملة الاسمية، فجلعت المتلقي ينتظر الإخبار، والغاية التي قصدها الشاعر من ذلك الزمن. #زمن_الضاد.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح