باز
أحمد عبداللطيف

أحمد عبداللطيف

أحمد عبداللطيف

📚{عن أشياء تؤلمك_حُبِّي وحُزني وكِبريائي}"ما بينَ الحُبِّ والحُزن؛ شيءٌ منك هُنا أو رُبَّما كُلك".

101
المتابعون
44
يتابع

وبَدأت ليالي المغفِرة..الحمدُ لله الذي بلَّغنا وأجَّلنا ومنحَنا الفُرصة؛ أخيرًا يا رمضان! تعالَ فالأرواح مُتعَبة، والقلوب مُنهكة، والخواطِر كُلها واللهِ عن آخرها مُتصدّعة، أهلاً شهر الرحمة والتوبة والغُفران لمثلي من العُصاة المُذنبين، شهرُ الصيام الذي جزاءه باب الريَّان، والقيام الذي ثوابه تحقيقُ الآمال، والصَّدقة التي بها تُشفى الأسقام..آخيرًا رمضان؛ فيه يُباهي الله ملائكته بالعِباد، يفتح لهُم أبواب الجنة الثمانية، ويُغلق أبواب النار وسعيرها والزبانية، ويُصفِّد مِن أجل خلقه المساكين جميع الشياطين، فهنيئًا لمَن قبلَ هدية الرحمن، ولطاعتهِ شمَّر ساعديه وبحوله وقوته استعان، وكُتبَ له أن يكون مِن أهل الفوز لا مِن أهل الخُسران..اللهُم اجعله شهرًا مباركًا تُجبر فيها خواطرنا، وتُحقِق فيه كل مُرادنا، وتؤتي كل واحدٍ منا فيه سُؤله، وتشفي فيه أسقامنا، وتُداوي فيه أوجاعنا، وتتقبلهُ منا طيّبًا خالصًا لوجهكِ الكريم. #أحمد_عبداللطيف.

زُليخة عشِقت "يوسف"..بل تغلغل العشق داخلها، بنصِّ كلام الله جل جلاله: "قد شغفها حُبا" والشغف من أعلى مراتب الحب، تربَّصت به، وتهيأت له، ولاحقته بكل ما أوتيت مِن جاهٍ وجمالٍ وسلطان، لم تسجن مشاعرها، أو تكبت عواطفها، بل فكرت في طرح خُصلات شعرها أرضًا، وخلع ثيابها المُطرزة الثمينة، وراحت تتنازل عن شأنها العالي الرفيع، فقط مِن أجل رجُلٍ أذهب بالحُب عقلها.. أذنبت، ثم قال الله لها على لسان العزيز "واستغفري لذنبك"، في لحظتها، كي لا يتجمد رصيد فضائلها عند خطأ بعينه، أو لزللٍ بشرى وارد، ولكن بلا تجريح، أو إهانة، مع مُراعاة عدم الاستخفاف بالذنب، لم يُصدر عليها القرآن حكما قاسيًا يصفها أنها امرأة هوائية، شيطانية تسعى للرذيلة، بل جمعها الله مع "يوسف" النبي في آية قرآنية بديعة: "يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك".. ثم من أقصى مدينة التماس الأعذار، خلق لها مُبررًا يُخفف حدَّة اللوم والعتاب عنها، فأخذ في سرد حكاية أخرى، ليست بذات أثرٍ بالغ في الأحداث؛ استدعت النسوة اللاتي يذكرنها بالمُنكر، وأدخلت عليهن "يوسف"، فارتبكت النسوة ومررن بلا وعيٍ السكاكين على أيديهن من جلالته وهيبته، فأصبحن في الانبهار بـ "يوسف" شُركاء.. إذن ليست مشكلة امرأة العزيز وحدها، ليس لأنها امرأة ذات عواطف جياشة، أو أنها أخلاقيًا تهوى الفساد، أو لا سمح الله أنها كذا وكذا.. لا، بل لتُثبت لهن أن ما قد يُبتلى به المرء يكون رغمًا عنه، وأنه لا أحدَ كبيرٌ على الفتنة، والوقوع في الخطأ، وأنه لا أحدَ بيده العصمة مِن الذنب أو الزلل!..أمَّا "يوسف" كان حييًا، لم ينتهز الفرصة ليُثبت أدبه، أو يُعلي شأنه، أو يُعزز مكانته، أبدًا.. بل بكل ما أوتي مِن ضعفٍ بشري أعلنَ ضعفه أمام مكر النساء، وحيلهن للوصول لهدف ما، فراحَ يُناجي ربه: "وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن"، أي أنه كان مِن الوارد، ولو بنسبة ضئيلة جدًا أن يستجيب لهن "يصبُ" لما يدعونه إليه..لذلك.. كلٌّ منا له أخطاؤه، وليس فينا أحدٌ معصوم، فإن رأيت عاصيًا.. سل الله له الهداية، ولقلبك العافية والسلامة، واعلم أن "كل بني آدم خطَّاء، وخيرُ الخطَّائِين التوابون"؛ فلا تتصيدوا للناس الأخطاء، ولا تمحوا ألف جميلٍ لشخصٍ مُقابل نزوة عابرة وأنتم تعلمون أنه نظيف، و"أنه مَن تاب تاب الله عليه" فاللهم تُب علينا لنتوب. #أحمد_عبداللطيف.

ثُم إياك أن تحزن أبدًا..إن أنكروا معروفك، أو جحدوا جميلك، أو أضاعوا لك تعبًا؛ فالمعروف عند ربك مكتوبٌ يحفظه، والجميل يزده ويشكره، والتعب يمحوه ويعوضه، هو فقط أرادَ بك خيرًا ليس منهم بل منه، وجعل مُكافأتك حُبه بعد خِسَّتهم، ويسَّر لك قضاء حاجة كُنتَ فيها سببًا..يكفي أنهم يعرفونَ جيدًا أنك في الأصل تسبقهم، وفي التربية لا تُشبههم، لك عينٌ ترفعها بعزٍّ على الملأ، وهُم كلما ذُكر اسمك أمامهم تبقى عيونهم مُنكسرة، جُزيت خيرًا على ما فعلت لهم وربُّك عدلٌ لا ينسى. #أحمد_عبداللطيف.

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح