الملحاح

قوة الدعاءأعجب من الإنسان الذي يقول ادعوا ولا يستجاب لي ولا يعلم أنه وقع في المحضور بظنه ذاك وأيضاً أنه جاهل بمعرفة الله ونسي أن الله وفقه للدعاء من أجل أن يستجيب له وأن الاستجابة تختلف وليست مقرونة بأن يعطيك ما تريد ولكن يعطيك ما يصلح لك، وأرى أن التفنن في الدعاء مع مراعاة شروطه واجب قد يساعد من يمل من تكرار نفس الألفاظ فقد قرأت أن بعض الصالحين قالوا:كنا في الطواف ليلةً فسمعنا أنين شابٍ في سجوده ومناجاته لمعبوده وهو يقول: إلهي نامت العيون وصدقت بمكارمك الظنون. إلهي مَنْ العبد الذليل حتى يناجي الملك الجليل مهما تصرفت في عبدك فلا تشمت به الشيطان الحاسد ولا تجمع بينه وبين العدو الجاحد. فلو تمعنت في صيغة هذا الدعاء سترى قوة الإلحاح التي تحملها هذه الاسطر بين طياتها إلي الله عز وجل ولا تنسى أن الله يحب العبد الملحاح ويكره لعبد القنوط من رحمته في غير قصد اما إن كان عن قصد فهو ظلم للنفس والله المستعان، ويجب أن تعرف أن مساعدتك للناس رغم حاجتك تجلب ألسنة وقلوب تدعوا لك دون علمك وهذا النوع من الدعاء مستجاب " دعاءك لاخيك بظهر الغيب" لهذا دائما قل ‏كم لهم علينا مِن أفضال أولٰئك الذين يَدعُون لنا ونحن لا نَشعُر ، يَرجون لنا الخيرَ والسعادةَ وإنّا عنهم لَغافلون، قلوبٌ نَقِيةٌ تستحقُّ الدعاءَ والثناءَ، فهُم سَنَدٌ وعِمادٌ لا ندري عنه ، يُعِينُنا ويُقوِّينا.فتمعن في هذه الأسطر التي كتبتها لك وأعلم أن مع العسر يسرا وأن الدعاء قوة.