موقف

لا تقسو على نفسك ، فتحملها ما قد يزيدها عُمراً وهي في صباها ...فالنفس تكبر بالقسوة وتصغر حقاً حين تكرمها ..عبر عن شوقك إن اشتقت وعن حبك إن أحببت وعن شغفك إن عشقت ...عبر عن رفضك وعن قبولك ، عن سخطك وعن امتنانك ..عبر عن استيائك من شخصٍ آذاك ، وعن جرحك من موقفٍ أبكاك ، وعن غضبك من موقفٍ كنت قبله ليناً فقسَّاك..لا تكسرها لتجبُر غيرك ، ولا تحنيها لتسند آخر.. لا تبكيها لتسعد أحداً ، ولا تظلمها لتنصف غيرك .. لا تقسو على نفسك ، فهي سندك حين تميل ، ورفيقك حين تكون وحيداً ..هِي النور حين تُظلم الدنيا من حولك ، وهي الريح حين تتراكم اوراق الهموم على صدرك ...نفسك هي مرآتك ، كلما أعطيتها أعطتك ، وكلما سندتها ساندتك ، وكلما رفعتها عالياً ستجدها سداً منيعاً يلتف حولك ليحرسك ..نَفسُك هي كرامتك ووجودك ، هي سعادتك وشباب قلبك .. أكرمها بالبعد عمن يؤذيها ، بالبُعد عمن يقلل من قيمتها ويستخف بها ..اكرمها بأن تسمو بها عن الناس ..تعطيها عطاءً منقطع النظير لترده لك أضعافه ، وستراها تقف بجانبك سيفاً ودرعاً في كل موقفٍ به ستعبُر ..

‏"الوَفيّ لا ينسى أبدًا موقفًا جميلاً أُسدِيَ له، يدًا امتَدّت إليه عَوْنًا وتأييدًا، وَجهًا سَمحًا حين تغرّبَت الوجوه عليه، عطاءً قُدِّمَ إليه حين كان في حاجةٍ إليه، مُساندَةً ومُعاضدةً حين انعدَم الرفاق من حوله، وإني رأيتُ الوفاء سلعة نادرة في هذا الزمن."