الرحلة

قالت له والدته: إذا أكملت طعامك ستخرج معي أﻛﻤﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : أﻣﻲ ﻫﻴﺎ ﻧﺬﻫﺐ !؟ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ :ﺗأﺧﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺷﺒح ﻳأﻛﻞ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ..ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨ ﺮﻭﺝ ﺍﻵﻥ..ﺟﻠﺲ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ أﺻﻮﺍﺕ ﺍأﻃﻔﺎﻝ..ﻭﻫﻢ ﻳﻠﻬﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻬﻤﻬﻢ ﺷيء.. ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ..... ﻛﺒﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳة..ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ أﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ..ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳة ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ !ﺑﺬﻝ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ أﻭﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﻳﻦ ﻟﻠﺮﺣﻠة..ﻭﺍﻧﺘﻬى ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭﺳﺄﻝ ﻣﻌﻠﻤﻪ : ﻣتى ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻲ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ !؟إﺟﺎﺑة ﻣﻌﻠﻤﻪ : ﻋﻦ ﺃﻱ ﺭﺣﻠﺔ ﺗﺘﻜﻠﻢ !؟ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ....ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺟﺪﻩ أﺑﻮﻩ ﻳﺬﺍﻛﺮ ﺩﺭﻭﺳﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :إﺫﺍ ﻧﺠﺤﺖ ﺳﻮﻑ أﺷﺘﺮﻱ ﻟﻚ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﺭﺍﺋﻌة ﺍﻧﺘﻬى ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻋلى ﺻﻔﻪ..ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ أﻳﻦ ﺩﺭﺍﺟﺘﻲ !؟ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍلأﺏ : ﺍﻟﺪﺭﺍجة ﺳﺘﻌﺮﺿﻚ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﺩﻋﻚ ﻣﻨﻬﺎ !!ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ....ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺑﺎﺭﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ..ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺴﺄﻝ " ﻣﻦ أﻳﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺬﻣﻴﻢ !؟ ""ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ، ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴؤوﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ "تأملوها..جيداهكذا نزرع في نفوس اطفالنا القيم ...

في رحلة الحياة نلتقي بأرواحٍ كثيرة،منهم من يكون للقلب نورًا وسريرة.أصدقاء العزاء، في الشدائد قريبون،يمسحون الدمع، وبالأمل يزرعون.أصدقاء المكسب، في الفرح يشاركون،يضحكون معنا، والأحزان ينسون.هم النجوم في ليل الحياة الطويل،يضيئون الدرب، ويبعدون الويل.في القلب يحتلون مكانة عالية،بالمحبة والإخلاص، قصة خالدة.أصدقاء الروح، لا يقدرهم مال،هم الكنز، في هذا الوجود الطوال.فلنحمد الله على نعمة الأصحاب،الذين يجعلون الحياة أجمل بالأطياب.وفي الأزمات يقفون كالجبال الراسيات،يدعموننا بقوة، ويبعدون الآهات.كالبحر في عطائهم، لا ينضبون،وفي السراء والضراء، لا يتغيرون.يشاركوننا الأحلام، ويحملون الأماني،وفي كل خطوة، يبقون الأوفياء الثاني.يزرعون فينا الأمل، وينثرون السعادة،ومع كل فجر جديد، يجددون العهدة.أصدقاء العمر، ليسوا مجرد مرافقين،بل هم العائلة التي اخترناها، والمحبين.في كل لحظة فرح، يتقاسمون الابتسامة،وفي كل لحظة حزن، يقدمون العزاء والكلمة.هم السند في الحياة، والرفاق في الرحلة،ومعهم، تصبح الحياة أكثر جمالاً وحلاوة.