الكسندر دوغين عقل النظام العالمي الجديد والقيادة الروسيةبكر أبوبكر طفا على السطح اسم لمع كالبرق هو المفكر الروسي"الكسندر دوغين" فتجد المقالات الغربية التي تتهمه شتى الاتهامات انتصارا لرؤية الغرب المناهضة للفعل الروسي، وما كان السبب فيه كما ترى مرتبطا بنظرية دوغين الرابعة، وسعيه للتعددية الحضارية ورفضه المطلق للهيمنة الحضارية الغربية.الكسندر دوغين يحظى كما يبدو بنفوذ سياسي قوي داخل أروقة الكرملين والدوما وفي المستوى الأكاديمي، ويعتبر كما يشار له من أبرز المنظرين عن فكرة "القومية الروسية"، وقد عمل أيضاً في منصب مستشار رئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، و عضو فاعل في حزب "روسيا الموحّدة" الحاكم، وهو مؤسس للجبهة القومية البلشفية وحزب أوراسيا الروسي.الرجل مفكر وأستاذ جامعي روسي مرموق وفيلسوف له من الكتب 60 كتابًا التي منها ما دعت لعودة الروح القومية الروسية، وتعاملت نظريته الموسومة بالرابعة مع أفقين الأفق الجغرافي السياسي بصفته وحدة متكاملة، ومع الأفق الايديولوجي الثقافي في سياق التميز الروسي المطلوب وفق نظريته في مواجهة حالة الهيمنة الغربية وضمن دعوته للتعددية الحضارية.وفي سياق الحروب الروسية-الاطلسية في أوكرانيا يرى دوغين الذي يعتبر عقل أو راسبوتين الرئاسة الروسية أنه "من دون أوكرانيا، لا يمكن لروسيا أن تصبح قطباً سيادياً لعالم متعدد الأقطاب"، ونظريته هذه هي مما لقى الهوى في قلب الرئيس الروسي فكانت الحرب.في كتاب دوغين المعنون "الخلاص من الغرب... الأوراسية... الحضارات الأرضية مقابل الحضارات الأطلسية" فإن دوغين كما يشير الكاتب محمد علي فقيه "يبشر بالحركة الثقافية الأوراسية،التي تشتمل على أطروحة فلسفية سياسية معادية للتحررية "الليبرالية" تماماً، ومعادية للنظم الغربية وللحضارات الأطلسية-الغربية. ويبين عبر قراءة معمقة تناقضاتها وانهيارها الوشيك، إذ ستسمح كحتمية تاريخية للنظرية الأوراسية بالانتصار الساحق، ولكنها كفلسفة لا تدعي عالميتها، ولا قطبيتها الوحيدة، ولا تفرض نفسها على الثقافات الأخرى، كما فعلت "الليبرالية" طوال القرن العشرين، وبداية هذا القرن".نظريته الرابعة كما يكتب أحمد شحيمط هي نظرية الثورة وتصفية الاستعمار، نظرية في أبعادها الثلاثة: الجيوسياسي والأمني والاقتصادي، ضد النظريات الغربية، إنها ملامح روسيا الأوراسية، حيث طموح الفلاسفة الروس تلتقي مع رغبة السياسيين في العودة بروسيا إلى منبعها الأصلي وتاريخها البعيد والقريب، روسيا العظمى التي تضم الأطراف المجاورة، القرم والجزء الشرقي من أوكرانيا، روسيا العظمى بعلاقات متعددة مع دول الجوار، من دول آسيا الوسطى، منفتحة على الحضارات، تتضمن النظرية مجموعة من التحليلات والتصورات والنتائج في مجال االجغرافيا السياسية في تفسير مختلف الظواهر السياسية، والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ملاح روسيا الأوراسية بهويتها الفعلية، لا ينبغي لروسيا أن تتحرك لوحدها، ولا يمكن أن تكون ذيلا للغرب، أحادية القيم وتعميمها من دعاة العولمة المتعصبين للفكر الليبرالي والقطبية الواحدة. ويؤكد أحمد شحميط أيضًا في قراءته للفيلسوف دوغين أنه يرغب في العودة للماضي نحو القيم الأصلية، فهو يرغب في قيصر جديد بمرآة العصر، إذ أن القيم الغربية التحررية "الليبرالية" لا علاقة لها بالثقافة الروسية، ولا بالثقافة الكونفوشوسية الصينية أو الإسلامية، هكذا يقر الفيلسوف بتعدد الحضارات والثقافات، ويرغب في التعايش والتجاور. ولا بد من الإشارة هنا الى أن السياسة الخارجية الأمريكية المهيمنة ساهمت في تأجيج صراع الحضارات والقوميات المتميزة او الرافضة للذوبان (والروسية والصينية والاسلامية ...نماذجًا)، وأفرزت علاقة الهيمنة الغربية الامريكية هذه آراء ومواقف تطالب أن تكون العولمة منصفة، والعالم متعدد الأقطاب، والقانون الدولي الحكم في الصراعات والنزاعات مع احترام خصوصية الشعوب، ومن هنا جاءت الدعوة للتعايش والتلاقح والنهوض.في لقاء الفيلسوف الكسندر دوغين مع قناة الجزيرة 14/11/2021م تعرض لنشأته وانطلاقته الفلسفية والعلمية التي قال إنه بدأها من خلال تعرفه على حيدر جمال، وهو عالم إسلامي وفيلسوف معروف من أصل أذربيجاني، فضلا عن ميوله السياسية والأيديولوجية،
نسخ الرابط