سوبرمان

سأعود...الى طفولتى....سأزرع حبة فول على قطن مبلل...سأتابع النمل وهو يحمل حبيبات السكر ..سأرسم على الجدران أماكن وأماكن عشقتها بألوان الشمع...( سينما مترو ، مراجيح أبو العباس ...) .سأعتلى شجرتى المفضلة بحدائق الشلالات لأقرأ مغامرات "طرزان" وقردته "شيتا"....سأسير على الرمال جامعا أشكالا من القواقع ...واستمع الى صوت البحر بداخلها ..سأقرأ لافتات المحلات وأتابع أصوات مرور الترام على "فلنكات القضبان " ..سأقف ببلكونتى الفسيحة...ناظرا للسماء لاشرب من ماء المطر.... بشتا مدينتى .وأبحث فى السُحب عن "سوبرمان" أو "طفلة بضفائر" ..ربما أجد قطى الصغير "مشمش" .وليلا...ستكون لى مع النجوم خيالات وروايات.....سأعود طفلا....سأعود...كم أَود أَن أعود صغيرا بريئا ...الى مدينتى ، فى مدينتى ...إسكندريتى .

نحن شعوب مسرحية...ننتظر إزاحة الستارة وظهور البطل ""ابو عبيدة' لتمارس التصفير والتكبير....!ننتظر نشرات الأخبار لنمارس الحوقلة قياما وقعودا وعلى جنوبنا...!ننتظر "الدويري" ليحلل لنا كاجواء تحليل المباريات الكروية لنمارس التحوير والتدوير ...!ننتظر صاحب الزريبة ليرفع الإسلاك الشائكة لتهريب الشعير....!ننتظر "سوبرمان" و"بات مان" و"سندباد" ليسقطوا الأكفان بالمظلات حتى لا تتسخ الأردان بالدماء المتناثرة...!المسرح والجمهور المتفرج ينتظرون سقوط نتنياهو ليشمتوا به كرئيس ساقط ورئيس متطرف آتٍ وصاعد...!كلهم ينتظرون الغيب والغيم ولا يعرفون إن كانت صاعقة ماحقة...!كلهم ينتظرون المُخرج خلف الستار ولو طال الإنتظار.. ولا أحد ينتظر الخونة المتخاذلين ليرميهم بحجر ..أو قل رصاصة...!(حسن الشيحان)