close

ما اجتمع اثنان على محبَّةٍ إلَّا قامت بينهما محاسِنُ الأفعال ومكارم الأحوال، كالبذل ولِيْن الكلام وإهداء الجميل والمودَّة ومُبادأة مُوجِبات السرور .. فإن تخاصما وتنافرا وحصَل التفرُّقُ تبيَّن صِدقُ ما كان بينهما، فجمَعَا ما تقدَّم من تلك الأحوال في مجموعٍ واحدٍ فكان ذلك حِفظُ العهد، وهذا لا يفعلُه إلَّا أماجِدُ الناس وسُراتِهم ..فتجِدُهم يرون حِفظَ العهد ذُخرًا يرجونه لا دَينًا يقفُونه ويطلبونه، وأنت لا تلقى اثنين حفِظا ما بينهما إلَّا كان بابُ الهجر فيه فُرجةٌ وضِيا، وحَرِيٌّ بالرجوع ولو طالت المُدَّةُ أو حالَت الأيَّام ..فترى من العتبِ المليحِ ما هُو أقربُ للأشواق، والصُّلح قريب، فتُنشَرُ سِجلَّاتٌ للفضل، وتُرفعُ للإحسان راية، ويجري ما كان من الوفا وسالِف المعروف ..

close
وسيم اشنينو

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح