close

بمناسبة أن اليوم هو اليوم العالمي للغة العربية يحضرني موقف من أكثر المواقف التى أثرت فى نفسى بينما أنا جالس في ليلة ما منذ سنوات فى صحن الكعبة إذا بى أسمع صوتا من خلفى يقرأ القرآن بطريقة عجيبة للغايةأدركت بسرعة أنه غالبا أعجمي فقراءته لا تكاد تتبين منها حرفا و لا تفهم معنى؛ بصعوبة يمكنك أن تدرك أن ما يقرأه قرآن و مع ذلك استمرت القراءة بوتيرة ثابتة و سريعة و دون أى توقف تقريبا اللهم إلا أجزاء من الثوان تلتقط فيها الأنفاسالتفتُّ لأنظر إلى صاحب الصوت العجيب و الطريقة الأعجب فوجدته رجلا صينيا طاعنا فى السن لحيته قد طالت جدا و اشتعلت شيبا و انحنى ظهره بشدة في ذلك المظهر المعتاد للمسن الصينى لكن ثمة مفاجأة لاحظتها بمجرد النظر الرجل كان يقرأ من حفظه! لقد ظل الرجل يقرأ من حفظه بهمة عجيبة لا يشوبها كلل أو ملل ودون أدنى تلعثم فى الحفظ لكن بحروف لا علاقة لكثير منها بالفصحىاستمر على ذلك الحال لساعات ألحظه دون أن يشعر بىنعم والله ساعات حتى انقضت الليلة وجاء موعد صلاة الصبح ثم مكث الرجل حتى شروق الشمس لا يكل ولا يمل ولا ينضب معين حفظه! قلت فى نفسى: سبحان الله هذا رجل رغم سنه التى تجاوزت التسعين على الأقل و رغم عجمة لسانه و صعوبة الحروف العربية عليه إلا أن همته و إرادته كانت أقوى من كثير من شباب المسلمين الذين رزقهم الله فتوة و شبابا و لسانا عربيا سليما يستطيعون بقليل جهد أن يكونوا من المهرة بالقرآن الذين هم مع السفرة الكرام البررة كما أخبرنا من لا ينطق عن الهوى رغم ذلك لم يرع كثير منهم تلك النعم حق رعايتهانفس الانطباع زارني حين كنت أقرأ على شيخي الدكتور محمود عبد الملك عليه رحمة الله وكان معنا في تلك المجالس شاب كندي أسلم حديثا و قدم إلى مصر ليتعلم العلوم الشرعية ويتقن اللغة العربية الشاب كان متفانيا مجتهدا إلا إن مخارج الحروف كانت تمثل مشكلة رهيبة بالنسبة لهكان يعاني معاناة حقيقية مع محاولة نطق حروف كال"عين" وال"غين" وال "ضاد" وال "خاء" لكنه ظل يحاولوأتذكر أنه نجح في نهاية الأمر أسأل الله أن يأجره ويثبتهنظرت إلى الرجل الصيني الذى أبهرتنى همته و أعجبنى جلده واستعدت معها صورة الشاب الكندي المثابر ثم استغفرت.. استغفرت لتقصيرى و حمدت الله على نعمة غفلت عن شكرها طويلانعمة اللسان العربى المبين نعمة أن تكون لغة القرآن هي اللسان الذي أتحدث بهنعمة تستوجب شكراوعملا #اتكلم_عربي #اليوم_العالمي_للغة_العربية (منقول)

close
آية نبيل

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح