close

كان المفكر المصري حسن حنفي أعجوبة من الأعاجيب بجميع المقاييس؛ فقد حول الدين إلى أساطير وفسر المفاهيم العقدية تفسيرات ماركسية متأثرا مرة باللاهوت المسيحي ومرة بهذا الفيلسوف الأوروبي أو ذاك؛ ومرة بالصوفية؛ ومرة بالظاهراتية؛ كلما كان يقرأ شيئا ويتعلمه يحاول تطبيقه على الإسلام؛ فظل تائها يهيم على وجهه بين الأفكار المتناقضة. وبالرغم من اطلاعه الواسع كما يبدو من كتاباته إلا أنه كان كالحمار يحمل أسفارا كما قال القرآن الكريم؛ وهذا ليس سبة؛ معاذ الله؛ بل تمثيل قرآني لمن يدرس ولا يفقه.وقد ادعى أنه يريد قراءة القرآن قراءة جديدة ثورية؛ وما أكثر من قالوا ذلك؛ فجاء بالعجب العجاب. فقد أنكر على جميع الفقهاء والعلماء المسلمين أنهم لم ينزلوا الإسلام إلى الواقع؛ هكذا بكل بساطة وجرأة؛ وزعم أنه يريد إنزال القرآن إلى الواقع ليصبح ثوريا وحيا في حياة الناس. ولكي يثبت رأيه العلمي أخذ آية من سورة الذاريات هي قوله تعالى "إن ما توعدون لصادق وإن الدين لواقع"؛ فقال"الدين واقع بنص القرآن"؛ فكشف جهله بالقرآن وهو الذي كان ينتقد المفسرين من الألف إلى الياء ولا يرى فيهم سوى التقليد؛ بينما الآية تتحدث عن يوم الحساب لا عن الواقع البشري كما فهمه حنفي. ولكنه للأسف لم يكن يفهم معنى الدين بالمعنى القرآني بل بالمعنى الماركسي؛ ولو كان تدبر لوجد أن قوله تعالى "مالك يوم الدين" تعني اليوم الآخر.فهذه من شقشقات دعاة الحداثة والتنوير الذين عوض أن يجددوا بالفعل يقومون بالتحريف.دريس الكنبوري Driss Elganbouri

close
Mokask Moutarajji

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح