close

جربتُ أن أتمنى أن أكون أحدًا آخر غيري؛لم تطاوعني الأمنية، وعاتبني وجهي كثيرًا، وغضبت مني أشيائي التي اعتادتني، ووجدتُ أمسي يبحثُ بين مقاعد الحديقة العامة، عن مقعدٍ بعيدٍ ووحيد، كي يتدرب على نسياني!أما اسمي؛ فما عاد يمشي معي قبل الغروب، ولا يصحو معي كما كان يفعل كل يوم، اكتشفت ان الامنية ما هي إلا هروبٌ من الحقائق التي تعترف بنا، لكننا لا نعترف بها !زحامٌ في الطريق، في جيوبي، في الذاكرة، في ممرات المستشفى، عند باعة الصحف، في مواقف انتظار الحافلات، في صالون الحلاقة، أمام سوق الخضار، على مدخل سوق الذهب، خلف الصيدلية، على مفارق الطرق!زحامٌ يخنق اللغة، والأسئلة، والتوق إلى أبجديةٍ جديدة!لا مساحة للتفكير الحر؛ أو البكاء الحر، او الاعتراف الحر، كل ما حولي مزدحمٌ حتى المقابر، وليست لي رغبةٌ في الكلام الآن، ربما لأن الزحام؛ أكثر بكثير مما لدي من كلمات !حاولت أن اتكلم بصراحة ذات يوم، كي اشعر بمتعة البوح العلني، واتخلص من احساس يطاردني منذ تدربت على الكلام، احساسٌ اشعر معه انني لم اقل شيء مما اريد قوله حقيقةً، كلُّ ما قلته وأقوله لإرضاء الناس القريبين والبعيدين، وكلهم سواءٌ في خنقي !المهم؛ بعد أن كنتُ صريحًا لدقائق، لم يعد يزورني صديقي، وتجاهل معارفي اتصالاتي الهاتفية بهم، وتوجس مني زملاء العمل خِيفة !لذلك أوصيت أولادي؛ أن يكونوا أكثر ذكاءًا مني في هذا الحياة !‏ #محتوى_ثقافي #النشامى #هارموني #الحياة_حلوة_بس #باز_منصة_للكل #باز_يجمعنا

close
مهدي يوسف

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح