close

دائماً تلعب علينا الحياة الأعيب لاحصر لها، فيوماً تصادقنا وتنزل إلي مستوى عقولنا ،لتعيش معنا كل مباهجها ،وتسهل لنا أمورها بسلام وأريحية فلاتكون أقوي منا ولا نكون الأذكى، بل نحن علي خط واحدتقذفنا في المكان الذي صممنا أن نكون فيه ،وترسل إلينا المشاعر التي أحببنا أن نحيا بها ،وتقابلنا بنفس الأشخاص الذين حلمنا أن نلتقي بهم .ثم تعود لتلعب بنا الأعيب الكبار، فلا نري منها إلا الوجه الأخر من كل شئ جميل، فالغموض يرتديها ويسير معها بهالة مشوشة لا تكشف داخلها، ولا تطمئننا إلي حقيقتها ،كثيراً من الأحزان تلحق هالتها والأكثر من الأقدار المحيرة وأشخاصاً ليس لهم دور إلا أنهم يباغتونا بوحشيتهم ،وسوء عشرتهم، فلا نكسب منهم سوى درساً نكره خلاله هذه الفترة التي مروا خلالها، وأفسدوها ولكن نظل ندين للدروس المستفادة طوال تعاملنا مع الأخرين في هذه الحياة .وكم منا من لا يضع الخطط من أجل أن تصيبه نشوة النجاح، ثم تأتى الحياة بما لا نشتهي، فتسد نُفوسنا ولانرى طرق النجاح، أو نفشل الآف المرات فتغلق كل الطرق التي كنا نظن أنها السالمة من أي فشل قد يصيبنا، بل ونسقط ونقوم كثيراً وفي كل مرة نسقط فيها كنا لانجد أن هناك داعى للنهوض، ولكننا مازلنا نؤمن بالمعجزات وموقنين أن لكل نهاية بداية أفضل منها ،فقد نصل يوماً ما إلي المكان الذي عافرنا من أجل أن نكون فيه وسنقابل كل الأشخاص الذين تمنينا أن تخلق صدفة لتجمعنا بأشباهنا، ثم لو تحايلت هذه الحياة لتغرينا أن تعطينا المزيد فلن نرضخ لمغرياتها، فقد أكتفينا بحياة أجمل من أحلامنا وواقع لم يخطر لنا في الحلم ،ولن نكون تعساء بعد الآن. فنحن من ضحينا بلحظات عديدة من سعادتنا، من أجل أن نكون علي هذا الوضع يوماً، وإن كنا قد أضعنا الكثير ويأسنا وتخبطنا مرراً فبعد كل ذلك الشقاء ستأتي اللحظة التي تبدأ فيها معجزة الحب والحياة ،في التجلي بوضوح أمام قلوبنا، لتثبت لأرواحنا كم كان هذا القلب صادقاً دائماً ،ولم يخدعنا أبداً مادمنا أحياء .وهذه هي قصصنا في هذه الحياة ،وكلاً منا يحمل قصة مختلفة عن بعضنا البعض، ولكنها طبق الأصل في المقدار من كل شئ، ففيها عدالة في الحزن والفرح والحب والكرة والغدر والأخلاص، وفيها مايشيب أرواحنا ويغتصب طفولتنا فتصير عجوزة تحمل فوق عمرها أعماراً ،وفيها ما يبهجها ويأخذ بها إلي حدائق الإنطلاق ومافيها من الحرية والطبيعة الخلابة وفراشات الكون تداعب دواخلها، فتهفو أنفاسها بهواء الطفولة وتلعب هنا وهناك، وتصبح أقدارها أروع مما كنا نتخيل أن تفاجئنا بها الحياة، فيكون شبابها علماً من أعلام المجد ،يناسب فطرتها،ويناغش كل معالم السعادة المبتغاة. وكل ذلك يأتى مع مغامراتنا في الحياة ،ومهما كانت سهولتها أو صعوبتها لاتستسلموا أبداً ،فالأشياء التي قلتم عليها ذات يوم أنها لن تحدث أطلاقاً ،ستفاجأكم حضورها بزفة تحمل عرساً لقيس وليلي وسط أفراح الجميع ،واشباع شوق المحبوبين ،وستكون هي أجمل ماأصابكم ولم يخطأكم ،فلا تتراجعوا عن تصديق أحلامكم والإيمان بوجود المعجزات. #خواطرساره_فؤاد #خواطر_واقعها_الحياة

close
sara fouad

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح