close

2/ حاجة الشخصية النرجسية للعلاقات العاطفية:-تتصاعد أزمة الشخصية النرجسية في التفاعلات الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وخاصة العاطفية منها، فعلى عكس معظم البشر -الطبيعيين- الذين يدخلون في العلاقات العاطفية من أجل الحب والحاجة إلى التواصل والارتباط مع الطرف الآخر، إلا أن الشخصية النرجسية تخوض العلاقات العاطفية لأهداف مختلفة ومتناقضة. فالنرجسيون لا يتوقون عند الحب والارتباط والتواصل الإنساني مع شريك حياتهم ويكتفون به، لأنهم -في الغالب- يعانون من الافتقار إلى القدرة على تشكيل روابط متينة، ورغم ذلك فهم بحاجة إلى البشر حولهم أكثر من أي شيء آخر، ذلك لأن قيمتهم وشعورهم الكامل بتقدير ذواتهم يعتمد على إعجاب الآخرين بهم. الشخص النرجسي يستشعر عدم انتمائه للأماكن والأشخاص في معظم الوقت، حيث يسعى عقله باستمرار إلى مطاردة شخص جديد ليلفت انتباهه ولينال إعجابه، مما يعني تجدد الموارد التي يستمد منها ثقته بنفسه واحترامه لذاته. فالنرجسي لا يرضيه شخص واحد، ونادرا ما يستمر في علاقة عاطفية لفترة طويلة، إذ يسعى دائما إلى العلاقات العابرة قصيرة المدى التي تخضع للشروط التي يضعها، فالدافع الأوحد لدخوله لأي علاقة عاطفية هو محاولة إيجاد شخص يملأ الفراغ بداخله، وأن يكون متاحا دائما لتلبية احتياجاته ورغباته وإمداده باحترام الذات، وهو ما يفسر سبب وقوع الكثير من الشخصيات أو الضحايا في شباك الشخصية النرجسية، فالشخص النرجسي بارع في التلاعب بالمشاعر، خاصة في بداية علاقاته العاطفية، فكل شيء يقوم به ليس حقيقيا كما يبدو، وإنما يكون دافع التصرف مبنيا ليبدو جاذبا للطرف الآخر، وقد يسعى الطرف الآخر من العلاقة -في كثير من الأحوال- إلى بذل أقصى جهده في محاولة تغيير صاحب الشخصية النرجسية، لكنه يصاب بخيبة الأمل في نهاية المطاف لعدم قدرته على ذلكباز_يجمعنا #محتوى_ثقافي #فكرة_وكتاب

close
زهراء ء

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح