close

قرطاج ..عطر الشرقفي قرطاج، أنت أمام عطر الشرق، وجسور من التواصل الحضاري مع الضفة الشرقية للمتوسط، إذ تروي الأساطير أن عليسة فرت من صور بعد وفاة والدها، وسعي شقيقها بيجماليون إلى افتكاك الحكم منها، حيث قام بقتل بزوجها الكهل الثري، عاشر باص، وكان يخطط لقتلها، ما دفعها إلى الفرار من عدد من أنصارها، يقول الباحث بوبكر بن فرج، إن الأميرة الهاربة حطت رحالها لمهلة بجزيرة قبرص، قبل مواصلة رحلتها البحريّة نحو سواحل الشمال الأفريقي، مصطحبة معها ثمانين فتاة عذراء من بنات الجزيرة. ولمّا بلغت مقصدها، استقر قرارها على تشييد مدينة جديدة في مكان اختارته لها، وذلك بعد موافقة أهالي المكان اللّوبيّين على تمكينها من الأرض اللّازمة لإنشاء المدينة، مقابل إتاوة معلومة تدفعها لهم. وقد لجأت علّيسة حسب الرّواية، إلى المناورة باستعمال حيلة جلد الثّور، للحصول على ما يكفي من الأرض لبناء مدينتها الجديدة «قرط حدشت».وما إن استقر لها الأمر، حتّى رغب القائد اللّوبي يرباص، الزواج منها، لكنّها رفضت عرضه، مفضّلة عن ذلك التّضحية بحياتها، بإلقاء نفسها في النّار، وفاء لروح زوجها الأوّل عاشر باص من جهة، ودرءاً للعداوة التي يمكن أن تنشأ بين قرطاج والسكان الأصليّين، بسبب رفضها الزواج من قائدهم.ولئن انتشر صدى أسطورة تأسيس قرطاج بكيفية واسعة جدّاً منذ العهود القديمة إلى يومنا هذا، فذلك يعود بالدرجة الأولى إلى أنّ عمليّة تأسيس قرطاج وإمبراطوريتها، تمّت بإرادة امرأة، ما يمثّل استثناء في أساطير التأسيس القديمة، التي من النادر جدّاً أن تتّخذ فيها امرأة أدوار مبادرة القيادة. #تاريخ

close
تاريخنا و حضارتنا
المشرف ايمان أحمد  • 
منذ 10 شهور

ghgg

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح