close

أنا أيضاً عاملة..أستيقظ كل يوم باكراً أطمئنُّ على أنفاس أمِّي المريضةوأتلو على مسمعها تعويذةً من نصوص السَّياب تحملها على متن زورقٍ إلى دجلة.. تمرُّ بالبصرة حيث تركت ذكرياتها وأحلامها وتبعت غوايةَ الفرات.. تخلع فقرها وأمراضها وتعود إلى مسقط رأسها طفلةً، فأضمن بذلك بقاءها على قيد الحياة ريثما أعود من عملي. أذهب إلى المدرسة تطوُّعاً لأقصَّ على طلابي قصصَ الصَّعاليك وأتوسَّم فيهم جيلاً صعلوكاً شريفاً. أمرُّ في طريق عودتي بجيراني الفقراء أوزع عليهم أرغفةَ شعرٍ معجونةً بالأنفة والكرامة تسدُّ رمقهم حتَّى ينضج موسمُ القمح المنتظر. أزور أصدقائي الحالمين أطالع لوحاتهم الجريحة ونثريَّاتهم النَّازفة.. أساعدهم في تنميقها وأطمئنُّ أن الإنسانيَّة بألف خير. عند المساء أجلس منهكةً أجمع دموع النَّاس في محبرتي وأتفرغ لعملي الأحب؛ كتابة قصيدة مترفة. #سيرة_محترقة #الأدب #باز_يجمعنا .......

close
خديجة محمود
منذ 8 شهور

رائع

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح