مساء الخير ..- هل أنتم على وِفاقٍ مع الحياة ، وهل تسيرُ أيّامكم كما خططتُم لها ، وهل تحقّقت لكم إحدى أماني هذا العام ، وهل نلتُم التقديرَ الذي تستحقّون ، والحُب الذي تطمَحون ، هل تفوقتم في الدراسة ، وهل ازدادت رواتبكم ، هل تستخدمونَ المواصلاتِ العامة ، أم لديكم سياراتكم الخاصة ؟ .. الكثيرُ من " هل " ، التي تُجيبونَ عليها سرًا بـ " لا " ، ومع ذلك أنتم بخير .- هل لديكم طعامٌ كافٍ بالمنزل ، هل تملكون من الأساسِ منزلًا يأويكم ، هل تستطيعون السير ، وهل أنتم مُحاطونَ بالعائلة ، هل تملكونَ من الملابسِ ما يقيكم بردَ الشتاء ، ومن المَراوِحِ ما يُخففُ عنكم قيظ الصيف ، هل يستطيعُ أطفالكم الذهاب للمدارس ، وهل تستطيعونَ الدراسةَ بالجامِعات ؟ ..لأنني منذُ قليلٍ كنت أفكّرُ بالنصفِ الأوّل مِن " هل " التي أجبتُ على مُعظمِها بـ " لا " ، حتى رأيتُ عجوزًا تنامُ على رصيفِ مُشاةٍ دونَ غِطاء ، لا أهل لا عائلة ، وصِغارًا يتجولون بوجوهٍ مُترّبة وملابسَ مُهترِئة ، يسألون " لُقمة يا أبلة ، لم آكل شيئًا منذُ الصباح " ، شابًا يجلسُ على كُرسيٍّ مُتحرّكٍ بعدما فقدَ ساقيهِ يطلبُ مُساعدَة ، أُمًّا تحمِلُ رضيعًا تُحاولُ جمعَ ما يكفيها لشراءِ اللبن ..- لا بأسَ أبدًا بأن تطمحَ لتكونَ أفضل ، فقط لا تجعل سؤالا تُجيبه بـ " لا " ، يُنسيكَ ما تملِكُهُ من " نعم " .
لا توجد تعليقات حتى الآن!
كن أول من يعلق على هذا المنشور