close

مساء الخير ..- هل أنتم على وِفاقٍ مع الحياة ، وهل تسيرُ أيّامكم كما خططتُم لها ، وهل تحقّقت لكم إحدى أماني هذا العام ، وهل نلتُم التقديرَ الذي تستحقّون ، والحُب الذي تطمَحون ، هل تفوقتم في الدراسة ، وهل ازدادت رواتبكم ، هل تستخدمونَ المواصلاتِ العامة ، أم لديكم سياراتكم الخاصة ؟ .. الكثيرُ من " هل " ، التي تُجيبونَ عليها سرًا بـ " لا " ، ومع ذلك أنتم بخير .- هل لديكم طعامٌ كافٍ بالمنزل ، هل تملكون من الأساسِ منزلًا يأويكم ، هل تستطيعون السير ، وهل أنتم مُحاطونَ بالعائلة ، هل تملكونَ من الملابسِ ما يقيكم بردَ الشتاء ، ومن المَراوِحِ ما يُخففُ عنكم قيظ الصيف ، هل يستطيعُ أطفالكم الذهاب للمدارس ، وهل تستطيعونَ الدراسةَ بالجامِعات ؟ ..لأنني منذُ قليلٍ كنت أفكّرُ بالنصفِ الأوّل مِن " هل " التي أجبتُ على مُعظمِها بـ " لا " ، حتى رأيتُ عجوزًا تنامُ على رصيفِ مُشاةٍ دونَ غِطاء ، لا أهل لا عائلة ، وصِغارًا يتجولون بوجوهٍ مُترّبة وملابسَ مُهترِئة ، يسألون " لُقمة يا أبلة ، لم آكل شيئًا منذُ الصباح " ، شابًا يجلسُ على كُرسيٍّ مُتحرّكٍ بعدما فقدَ ساقيهِ يطلبُ مُساعدَة ، أُمًّا تحمِلُ رضيعًا تُحاولُ جمعَ ما يكفيها لشراءِ اللبن ..- لا بأسَ أبدًا بأن تطمحَ لتكونَ أفضل ، فقط لا تجعل سؤالا تُجيبه بـ " لا " ، يُنسيكَ ما تملِكُهُ من " نعم " .

close
محمود سليمان

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح