close

الرواية الفلسطينية:هي سرديتنا ورؤيتنا لأنفسنا وعنها، ولدَوْرنا في الحياة ورسالتنا الحضارية. وهي طريقة الحياة التي عاشها الشعب الفلسطيني وعبّر عنها بشتى الأساليب والوسائل والأدوات التي حملها منذ الأزل عبر التاريخ متجهاً نحو المستقبل. لذا فإن الحديث عن الرّواية يتضمن؛ تاريخ المكان والإنسان وكل الإبداعات الروحية والفكرية والفنية والتاريخية والأثرية والتراثية، التي أُنتِجَت على هذه الأرض، وتتضمن كذلك أسلوب الحياة وكيفيات التعبير عنها، وهي كل ما يتعلق بحكاية الشعب الفلسطيني على أرضه وحيثما يتواجد، من شواهد ودلائل ودلالات تشير لهذه الحكاية، وتشير إلى تاريخها، وكيف نكتبها ونورّثها للأجيال، وكيف نقدم هذه الدلالات بإطارٍات علمية، وثقافية، وفنية، وفكرية، وتعليمية وتربوية، تعكس الأصالة الفلسطينية في كينونتها منذ أزل التاريخ وإلى الأبد.إن عملية إحياء وتوظيف واستثمار الماضي من أجل تأكيد الحاضر وصناعة المستقبل؛ ليست مجرد قراءة للتاريخ أو إعادة بناء الماضي وتوثيقه، وليست موضع خلاف أكاديمي بين مثقفين حول مفاهيم تاريخية معينة، بل هي عملية توظيف للماضي والحاضر من أجل المستقبل، ولخدمة الأهداف السياسية والوطنية الفلسطينية. ومن أولويات دور الفلسطينيين بكافة فئاتهم وأعمارهم العمل على تثبيت روايتهم الحقيقية، والتأكيد على أقدمية الوجود الفلسطيني الكنعاني. مثل هذه الجهود ضرورية جداً، شريطة أن تُبنى من منظار علمي مجرد من الغيبيات؛ فكتابة التاريخ الفلسطيني مسألة بالغة الأهمية، وهي مهمة علمية تتطلب أقصى درجات المهنية والموضوعية، وأيضاً مهمة وطنية تسعى إلى تثبيت الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه، ولإنصاف تاريخه المظلوم والمغيّب.

close
المنبر الحر
المشرف ابن فلسطين  • 

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح