كثيرا ما تختبىء المعاني في كل عابر !في الكلام العابرفي الانسان العابر في السلوك العابرفي اللحظة العابرة في النظرة العابرةوفي الريح العابرة !تلك الريح التي تنقل الكلام كما تنقل حبوب اللقاح ، وتظل تعبُر ، ونظل ننتشي بعبورها !الفصول تعبر .. كان الصيف هنا قبل قليل ، عبر سريعا تاركًا لنا ذكريات السهر واحلام العشب !احيانا اعبر بخيالي الى ازمنة ليست لي .. ازمنة غنّى فيها زرياب لحنه الأخير ، وودّعها امرؤ القيس قبل ان يثأر لمقتل ابيه الملك ، وأحبّ فيها الصعاليك تمردهم !قد يكون عبوراً عكسياً .. عبور الى الماضي !لكنّه عبور !حتى لو تخيّلت العالم بعد الف سنة !فهور العبور الذي يرافقنا مرغمين ، ويفرّقنا مرغمين ، ويجمعنا كذلك مرغمين !انه العبور الذي لا يريدنا ان نظل هنا ، لأن غيرنا سيأتي ، والمكان لا يكفي لأشواق الجميع !ليس امامك وامامي اثناء عبورنا الا الالتفات ورؤية ما يحيط بنا علّنا نعرف شيئا يجعل لعبورنا معنى !