close

‏لما قتَل بني إسرائيـل سيدنا يحيى عليهم السلام، اختبيء منهم سيدنا زكريا عليه السلام في جوف شجرة، فتتبعوا أثره ولما وجدوه عمدوا عليه فنشروه بالمنشار! ‏مرت الأيام وسلط الله على بني إسرائيـل بختنصر -ولم يكن مسلماً- لكنه استباحهم فقتل منهم سبعين ألفاً، قيل حتى سكن دمّ سيدنا يحيى عليه السلام من الغليان على الأرض، ثم أخذ من بقى منهم عبيدٌ عنده، وشردهم في نواحي الأرض. لم يرى سيدنا زكريا ولا يحيى عليهما السلام انتقام الله لهما، لكنه وقع وأشهد الله عليه جميع من في الأرض. حتى مرّ العزيز فقال: {أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها؟} كان هذا انتقام الله سبحانه لرجلين من عباده، فكيف بالآلاف الذين يُسبحون بحمد ربهم ويشهدون بوحدانيته، وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم! يُسلي النفس كثيراً أن الله كتب علينا الفناء، وليست الدنيا موعداً لظهور حكمة الله عز وجل لكل أحد جاء في الأثر أن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل فقال يارب أرني حكمتك وعدلك؟! فأمره أن يقف على نهرٍ يأتيه الناس.فجاء فارسٌ يشرب من النهر وبيده صرة فيها دنانير، فنسيها مكانه ومشي. ثم أتى غلامٌ صغيرٌ ليشرب، فوجد الصرة فأخذها ومشي.ثم جاء رجلٌ هرِمٌ ليشرب. وقد تذكر الفارس ما نسيه على النهر، فلما عاد ليأخذ صرة دنانيره وجد هذا الرجل العجوز فسأله عنها. فأنكر عليه أنه ما أخذ شيئاً ولا وجد شيئا! فتلاحيا، فقتل الفارس العجوز ثم رحل.فقال موسى يا رب ما هذا؟! فقال يا موسى إن هذا العجوز كان قد قتل أب هذا الغلام فأعطيته الدنانير عوضاً عن فقد أبيه، وجعلت ثأر أبيه على يد هذا الفارس! الله لا ينسى دماً مُهدراً،إنا لله وإنا إليه راجعون.

close
نونوه نونوه

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح