أول مرة أسافر اخدت ظرف صغير كده من اللي كانوا بيحطولنا فيه الصور الشخصية في الاستديو وحطيت فيه صور فتوغرافية لماما وبابا واخواتي وليا وأنا صغيرة. الصور اللي كنا بنزنقها في جيب من جيوب المحفظة وفي اي وقت فاضي في المواصلات واحنا منتظرين حاجة او لما الدنيا تضيق بينا والهم يزنقنا في ركن نطلع المحفظة ونطلع الكام صورة المستخبين دول ونلاقينا بالغصب بنبتسم. إحساس أنك ماسك حبايبك في إيدك، لامس ملامحهم، قريب منهم رغم ان الحياة بعترت كل حد منهم في ناحية. الاحساس اللي بيخليك تمشي خطوة لقدام رغم إنك لو سبت نفس لروحك مش هاترجع غير لورا. مش عارفة ليه أخدت الصور دي معايا رغم ان الموبايل موجود وعليه صور لكل الحبايب. بس جايز إحساسنا واحنا ماسكين الصور في ايدينا وبنقربها مننا بيلغي حواجز الزمن، بيلغي افتراضات المنطق، بيلغي المسافات مابين العقل والقلب، بيخليهم يتصاحبوا رغم الخلاف، بينتصر الخيال ولو لثواني، وبيتحقق المستحيل للحظات، بنقرب رغم البُعد، بنكمل رغم النقص، وكأن اللحظة بتتعاد رغم انتهائها من زمن، وكأن الماضي حاضر وكأن الحاضر لسه وياه ماتلاقناش. #سوزي_عليان #يوميات_أم_مغتربة #suzyelian