close

‏حَاشَى الرَّقِيبَ فَخَانَتْهُ ضَمَائِرُهُ وَغَيَّضَ الدَّمْعَ فَانْهَلَّتْ بَوَادِرُهُيَا مَنْ تَحَكَّمَ فِي نَفْسِي فَعَذَّبَنِيوَمَنْ فُؤَادِي عَلَى قَتْلِي يُضَافِرُهُيتوقف أبوالطيب عند حال العاشق الذي لابد أن يظهر للناس ما كتمه يوم الفراق، فعبثا يحاول أن يخفي وجده و دموعه، أما المحبوبة هنا فهي ظبي فلاة تحوي صفات الجمال وسطوته وقدرته على التحكم بمن يعشقها، وهكذا فإنه يرسم صورة شديدة الكثافة لحاله عندما يتلبسه العشق، يمزج فيها برشاقة بين الحسي والروحيّ إلى حد يصعب معه الفصل بين هذا المزيج الذي يذهب إلى تخوم التصوف، مستخدماً في وصف المحبوب الرموز نفسها التي يستخدمها العشاق الروحيون ويسهل تأويلها داخل تلك الدائرة؛ من ظباء وجآذر ومسك وخمر، ودموع تنهمل وستر ينكشف ليترك المستمع أو القارئ معلقاً بين السماء والأرض في مساحة ملؤها العشق والصبر والتبتل والكتمان والشوق والخوف من الفراق. ‎ #من_طيبات_أبي_الطيب

close
اللهم قوة لغزة

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح