في عيون الأطفالو بين أشلاء النساءعرفتُ الحقائقالتي لم أعثر عليهافي كُتب التاريخ...عرفتُ أن المغول لم يُحرقوا بغدادو أن قشتالة لم تُسقِط غرناطةو أن الرجل المريضلم يكن يحتضر في سرايا الإفرنج عرفت أنابن أبي الغسان لم يُسَلِم حدائق قصر الحمراء عرفت في تحديق الأيتامأننا نحن من نهزم أنفسنا...و أن نِصال خناجرناكانت تطحن عظامناو أغماد سيوفناكانت ترتوي من زمرة دمائناو أن الغدركان حليبناو نبيذناو شَاياً في خزف فنجانناو ظهورنا كانت دريئةًلنِبال أقواسناو الشِعر الذي كنا نكتبهفوق سروج خيولناكان أكذوبةً فصيحةعرفت أن المغول لم يُحرقوا بغدادو أن قشتالةلم تُسقِط غرناطةو أن إخواني قتلوا إخواني...و أن أشراف قريشمازالوا يُصادرون أملاكناو يقطعون طرقناو مازالوا يُنَكِلوا بلالاًو يقتلون آل ياسرفصبراً يا أهلنابين تلال الزيتون و رمال البيداء فابن ابي الغسانلم يَمُتو رُمحه مازال في سواعد المرابطينو دمه مازال ينزفعلى صهوة جوادهفي عيون الأطفالو بين أشلاء النساءأحرقت كل كتب التاريخو أحرقت كل المعلقاتو دفنتُ رضيعاًلم يذق لبن أمهو طفلاً لم يرتويمن حضن أبيه...