راقت لي إلى جميع أئمة وخطباء المساجد بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، رجاءً ثم رجاءً ثم رجاء أن يكون الخطاب هذا العام للجمهور مميزًا عن سابقه، فلا داعي لتكرار الحديث عن أهمية الشهر الفضيل، وأنه شهر الصيام، فالكل يعرف ذلك ٠@ اخبروهم أن من يصوم في بيت اغتصبه فلا صيام، ولا زكاة له، بل لا دين له، ولا أخلاق ٠@ اخبروهم أن من يفطر بعد صيامه بمال منهوب لا صيام له، ولا زكاة ٠@ اخبروهم أن من عليه مظلمة فليردها إلىٰ أهلها، والتوبة منها قبل أن يزكي ويتصدق ٠@ اخبروهم أن من يمنع اخواته من الميراث، ويأكل حقهن لا صلاة، له ولا صيام، ولا زكاة، ولا حج ٠@ اخبروهم أن المال الحرام لا تخرج منه زكاة، ولا صدقة ٠@ اخبروهم بصلة الأرحام، وببر الوالدين ٠@ اخبروهم بحقوق الجار، والعامل، والخادم ٠@ اخبروهم بحرمة المال العام، وحرمة نهبه، وحق الطريق ٠@ اخبروهم بمسؤولياتهم تجاه أولادهم، ومسؤوليتهم عن تصرفاتهم ٠@ اخبروهم بحرمة احتكار السلع، وتطفيف المكيال والميزان ٠@ اخبروهم أن الدين معاملة، وليس مجرد شعارات من أداء للصلاة، والصيام، والحج، ونطق للشهادتين فقط ٠@ اخبروهم أن ما بينهم وبين الله هين فهو الرحمن الرحيم ،الغفور الغفار يغفر الذنوب جميعًا؛ وأن مظالم العباد لا فكاك منها إلا بالتوبة، وإعادة الحقوق إلىٰ أهلها، أما قتل النفس التي حرم الله فلا فكاك منها إلا يوم الحساب ٠@ اخبروهم بأن إماطة الأذىٰ عن الطريق صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، والرفق بالحيوان صدقة، وسرور تدخله على نفس، أو قلب إنسان صدقة ٠@ اخبروهم بما يفيد وينمي المجتمع، ويزيل الأحقاد والضغائن، فالقائمة تطول وتطول بالأهم ثم المهم لكي يصلح المجتمع و يهنأ الناس بالحياة الكريمة وتتحقق الغاية من الصيام ٠@ @ أعلم - والله - أنكم تتناولون هذه الموضوعات، وغيرها علىٰ مدار العام، لكن - أصدقكم القول - : بأن النفوس في رمضان تكون أشد شفافية من غيره، وأن العقول تتعلق بكل صالح في رمضان غيره، وأن الاستشراف إلىٰ فيوضات الله ورحماته تكون في رمضان أعظم وأكثر ٠@ @ كما أود لفت انظاركم إلىٰ أن قولي : بعدم قبول العبادات من العبد العاصي ليس علىٰ إطلاقه، وإنما هو للمبالغة وهذا لا يمنع من التأكيد علىٰ أن التمادي في هضم حقوق العباد لا يتسق مع أداء الفروض والأمور التعبدية من صلاة، وصوم، وحج، وزكاة علىٰ وجهها الصحيح ٠منقوووول ٠