close
طفلة علمتنى درسا...
طفلة علمتنى درسا...
طفلة علمتنى درسا...
طفلة علمتنى درسا...

طفلة علمتنى درسا لن انساهوقفت امام يمامة أغرة اعتقد انها خرجت لتوها الى الحياة صيد سهل المنال وهدف قريب وطير غافل لم يميز الصياد من العابر ولم يفطن لنظرات القاتل يقترب و يترقب و يتحين الفرصة ، صوبت بندقيتى تجاه اليمامه الغافلة و لكنى اكتشفت مجموعة من النساء تراقبنى من بعيد من شرفتهن و لو أخطأت الهدف لأستقرت الطلقة فى شرفتهن , غيرت اتجاهى و اتخذت زاوية اكثر احكاما وصار الهدف اكثر وضوحا وصرت متيقن من قدرتى على اصابة الهدف , وان طاشت الطلقة لن تؤذى احد , رفعت بندقيتىو مازالت اليمامة غافلة لا تعلم

close
محمد سيد شاهين

طفلة علمتنى درسا لن انساهوقفت امام يمامة أغرة اعتقد انها خرجت لتوها الى الحياة صيد سهل المنال وهدف قريب وطير غافل لم يميز الصياد من العابر ولم يفطن لنظرات القاتل يقترب و يترقب و يتحين الفرصة ، صوبت بندقيتى تجاه اليمامه الغافلة و لكنى اكتشفت مجموعة من النساء تراقبنى من بعيد من شرفتهن و لو أخطأت الهدف لأستقرت الطلقة فى شرفتهن , غيرت اتجاهى و اتخذت زاوية اكثر احكاما وصار الهدف اكثر وضوحا وصرت متيقن من قدرتى على اصابة الهدف , وان طاشت الطلقة لن تؤذى احد , رفعت بندقيتىو مازالت اليمامة غافلة لا تعلم

احتبست الأنفاس ساد الصمت المكان الكل يرقب , الهدف فى مرمى بندقيتى فقط اضغط الزناد فتنطلق الطلقة و تستقر فى رأس الضحية وتسقط صريعة و اضيف صيدا لحصيلة صيدى الوفير , وبينما الوضع كذلك شق هذا السكون صوت طفلة صغيرة يكاد يصل صوتها الى مسامعى , سمعتها تقول هش هس هس نظرت الى الصوت وجدتها تلوح بيدها الصغيرة و قامتها القصيرة لا تكاد تظهر من شرفتها و تردد هس هس , انها تريد ان تنقذ حياة هذه اليمامة الغافلة ,الصيد سهل فى متناول يدى لماذا اتركه , عدت فنظرت الي الطفلة واصرارها على انقاذ حياة اليمامه، سألت

سألت نفسى ايهم احق بتأيدى نصرة طفلة وتحقيق رغبتها فى انقاذ اليمامة ام اقتناص الهدف , رق قلبى للطفلة ونكست فوهة بندقيتى , تراجعت فى هدوء تركت اليمامة فى سلام لعلها تنعم بحياة سعيدة وقد تتخذ لها وليفا و تبنى عشا و تنجب صغارا , و لعلها تتعلم الا تقع فى براثن صياد اخر , انسحبت وانا اسمع همهمة المراقبين و دهشتهم لماذا تراجعت , وفجأءة سمعت صياح الفرحة وتصفيق ظننته لى لأنى تركت اليمامة في سلام ونظرت اليهن فوجدتهن رفعن الطفلة واحتضنوها واخذن يقبلونها , ان التصفيق كان للصغيرة الشجاعة التى انقذت اليمامة

كيف نشأ هذا التعاطف مع اليمامة , هل موقف الطفلة هو السبب ام ان مشهد القنص مشهد انتهازى مقزز غادر يعكس نفس تستغل ضعف الضحية وغفلتها , لقد ((علمتنى تلك الطفلة درسا لم ولن انساه )) ,(ان اسعاد النفوس خير من انتهاز الفرص و اقتناصها ) ،(ان منح الحياة خير من صيد غادر انتهازى) , و منذ ذلك الحين تركت الصيد و عزمت الا اصطاد مجددا ,وبينما ان غارق فى استرجاع الأحداث من ذاكرتى زراتنى راحة البال واحتضنتى فى رفق وحنان فنمت فى هدوء وسلام.

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح