close

‏يقول سيد قطب رحمه الله في تفسيره في ظلال القرآن، عند قوله تعالى:﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ يوسف: 110«تِلك سُنَّةُ اللَّهِ في الدَّعوات؛ لا بُدَّ مِن الشَّدائدِ، ولا بُدَّ مِن الكُروب، حتَّى لا تَبْقى بقيَّةٌ مِن جُهْدٍ، ولا بقيَّةٌ مِن طاقة، ثمَّ يجيءُ النَّصرُ بعدَ اليأْسِ مِن كلِّ أسبابِه الظَّاهرةِ الَّتي يَتعلَّقُ بها النَّاس، يجيءُ النَّصرُ مِن عِندِ اللَّهِ، فيَنْجو الَّذين يَستحِقُّون النَّجاة؛ ينْجُون مِن الهَلاكِ الَّذي يأخُذُ المُكذِّبين، وينْجُون مِن البَطْشِ والعَسْفِ الَّذي يُسلِّطُه عليهم المُتجبِّرون، ويَحِلُّ بأْسُ اللَّهِ بالمُجرِمين، مُدمِّراً ماحِقاً، لا يقِفُونَ له، ولا يَصدُّه عنهم وليٌّ ولا نصير؛ ذلك كي لا يكونَ النَّصرُ رخيصاً، فتكون الدَّعواتُ هَزْلاً، فلو كان النَّصرُ رخيصاً لقامَ في كلِّ يومٍ دَعِيٌّ بدَعوةٍ لا تكلِّفُه شيئاً، أو تكلِّفُه القليل».

close
elsayed mousa

لا توجد تعليقات حتى الآن!

كن أول من يعلق على هذا المنشور

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح